إن الكشف المبكر عن مرض السكري أمر ضروري، فهذه الآفة الصحية قد تتسلل بصمت إلى حياة الإنسان دون أعراض واضحة لسنوات عدة. وخلال هذه الفترة، يواصل السكري تدمير أعضائه الداخلية، من القلب إلى الكلى، مروراً بالعيون والأعصاب. ولذا، فإن الكشف المبكر يسمح بتحديد المرض قبل ظهور مضاعفات لا رجعة فيها، مما يسهم في تقديم علاج سريع وفعال.
الفئات المعرضة لخطر السكري
بعض الأشخاص يكونون أكثر عرضة للإصابة بالسكري من النوع الثاني. ومن بينهم:
الذين لديهم تاريخ عائلي مع مرض السكري.
الأفراد الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة.
الأشخاص الذين يعيشون حياة خاملة، ويمارسون القليل من النشاط البدني.
النساء اللواتي أصبن بسكري الحمل.
الأفراد فوق سن الخامسة والأربعين.
من يتبعون نظاماً غذائياً غنياً بالسكريات والدهون.
الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم أو مستويات الكولسترول المرتفعة.
مكاسب الكشف المبكر للأشخاص المعرضين للخطر
يتيح الكشف المبكر للأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بالسكري فرصة الاستفادة من نصائح خاصة لإدارة نمط حياتهم، من التغذية إلى النشاط البدني، وصولاً إلى المتابعة الطبية. يمكنهم تبني تدابير وقائية لتجنب تطور المرض أو للحد من تفاقمه. كما أن التشخيص المبكر يخفف من الأثر النفسي والعاطفي الناتج عن اكتشاف المرض في مرحلة متأخرة، حيث تكون المصاعب قد بدأت بالفعل.
الفوائد الصحية
تقليل المضاعفات: من خلال الكشف المبكر، يمكن للمرضى تفادي المضاعفات الخطيرة مثل أمراض القلب، والسكتات الدماغية، وأمراض الكلى، وفقدان البصر.
تحسين جودة الحياة: يسمح التشخيص المبكر بالحفاظ على نوعية حياة جيدة، بعيداً عن عبء العلاجات الشاقة.
المتابعة الطبية الملائمة: يمكن للأشخاص الذين يتم تشخيصهم مبكراً أن يحظوا بمتابعة طبية دقيقة، مع تعديلات في علاجهم ونمط حياتهم لتحسين صحتهم.
الفوائد الاجتماعية والمهنية
الحفاظ على الاستقلالية: بتجنب المضاعفات الحادة، يمكن للأشخاص المعرضين للخطر أن يواصلوا العمل ويحافظوا على استقلاليتهم لفترة أطول، مما يعزز اندماجهم الاجتماعي.
استمرار الإنتاجية: الأشخاص الأصحاء يتمتعون بمستويات إنتاجية أعلى، مما يقلل من الإجازات المرضية والتوقف عن العمل.
الدعم الاجتماعي: يشجع الكشف المبكر على فهم أفضل للمرض، ويقلل من الوصم، مما يساعد المرضى على الحفاظ على علاقات اجتماعية سليمة.
الفوائد الاقتصادية
تخفيض تكاليف الرعاية الصحية: الوقاية غالباً ما تكون أقل تكلفة من علاج مضاعفات السكري. ومن خلال تجنب العلاجات المكلفة مثل غسيل الكلى أو العمليات الجراحية، يصبح الكشف المبكر خياراً اقتصادياً لنظم الرعاية الصحية.
تقليل النفقات على المرضى: يشكل علاج السكري ومضاعفاته عبئاً مالياً كبيراً على الأفراد. ويسهم الكشف المبكر في تقليل هذه التكاليف.
زيادة مدة الحياة النشطة: الأشخاص الذين يتحكمون في مرضهم بشكل جيد يمكنهم البقاء نشطين لفترة أطول، مما يساهم في الاقتصاد كعمال ومستهلكين.
بإجمال، يقدم الكشف المبكر عن السكري فوائد تتجاوز الصحة الجسدية والنفسية للأفراد، لتشمل حياتهم الاجتماعية والمهنية، مع تأثير إيجابي أيضاً على الاقتصاد، سواء على المستوى الفردي أو المجتمعي