كشف المناضل المغربي محمد التوزاني في حواره مع موقع فبراير.كوم، عن تفاصيل رحلته النضالية في المشرق العربي خلال ستينيات القرن الماضي، في فترة شهدت تحولات سياسية عميقة في المنطقة.
وحسب ما كشف عنه في حواره الشيق، بدأت رحلة التوزاني في سوريا عام 1967، حيث انضم إلى مجموعة من المناضلين المنتمين للاتحاد الوطني للقوات الشعبية.
خلال تلك الفترة، كان التوزاني طالبا يستفيد من التكوين السياسي والفكري، حيث كانت تصلهم نشرات ودراسات من المغرب، من بينها دراسات في الجدلية والمادية التاريخية. وشكل انتقال التوزاني إلى العراق منعطفا مهما في مساره، حيث التقى بالرئيس العراقي آنذاك أمين الحافظ في لقاء استثنائي بالقصر الجمهوري.
هذا اللقاء فتح له أبواباً جديدة، حيث تم توجيهه للدراسة في الكلية العسكرية بعد أن واجه صعوبات مادية وإدارية. في الكلية العسكرية، برز التوزاني كطالب متميز، وتخرج في دورة الأمير عبد القادر الجزائري. خلال دراسته، ساهم في النشاط الثقافي من خلال كتابة مقالات في الصحافة المحلية، مستفيداً من متابعته للأخبار العالمية عبر إذاعة لندن.
وعايش التوزاني أحداثا تاريخية مهمة في المنطقة، من بينها الانقلاب الذي قاده هواري بومدين في الجزائر. كما شهد على تطورات المقاومة الفلسطينية وتعدد فصائلها، من فتح إلى الجبهة الشعبية، وكان شاهداً على أحداث أيلول الأسود في الأردن.
ويقدم التوزاني في شهادته رؤية خاصة للهوية المغربية، مؤكدا على تنوع أصول المغاربة، من الأندلسيين إلى اليهود الذين اعتنقوا الإسلام، مشيراً إلى عائلات معروفة مثل بناني وبن جلون.