عقد حزب التقدم والاشتراكية بالرباط، لقاء موسعا تحت شعار “السياسة أولا”، حيث أكد الأمين العام للحزب، محمد نبيل بن عبد الله، على ضرورة إعادة بناء الجسور بين المواطن والفضاء السياسي.
يأتي هذا اللقاء في وقت يشهد فيه المشهد السياسي المغربي ما وصفه بن عبد الله بـ”الفتور والخفوت الحقيقي”، مما يستدعي مراجعة شاملة لآليات العمل السياسي وسبل تعزيز المصداقية في الممارسة الديمقراطية. ويرى الحزب أن تجديد الثقة بين المواطن والمؤسسات السياسية يعد شرطاً أساسياً لنجاح الإصلاحات الاقتصادية والتنموية والاجتماعية.
وشدد الأمين العام على العلاقة الوثيقة بين حيوية المشهد السياسي ونجاح برامج التنمية، مؤكداً أن “بقدر ما تحيا السياسة ويحيا الفضاء الديمقراطي ونتقدم في الإصلاحات على هذا المستوى، بقدر ما تنجح الإصلاحات الاقتصادية والتنموية والاجتماعية المختلفة.”
زمن جهتها دعت أمينة ماء العينين، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، خلال مشاركتها في الجامعة السنوية لحزب التقدم والاشتراكية، إلى ضرورة إعادة الاعتبار للعمل السياسي في المغرب. وأعربت عن سعادتها بالمشاركة في هذه الفعالية، مشيدة باختيار حزب التقدم والاشتراكية لموضوع “السياسة” كمحور رئيسي للجامعة.
وأشارت ماء العينين إلى أن حزب التقدم والاشتراكية قد “وضع يده على الجرح” من خلال طرحه لهذا الموضوع الحيوي، مؤكدة أن إعادة الاعتبار للسياسة أصبح حاجة ملحة في المغرب اليوم.
وأوضحت أن السياسة بمفهومها النبيل أصبحت مستهدفة، في وقت نحن بأمس الحاجة فيه إلى تعزيز دورها في المجتمع.
وشددت القيادية في حزب العدالة والتنمية على أهمية النظر إلى السياسة كفعل نبيل وكرسالة سامية وكرؤية مستقبلية.
وأضافت أن السياسة تمثل نخبة واعية قادرة على تأطير المجتمع، معربة عن قلقها من المحاولات المتعددة لاستبدال العمل السياسي بآليات أخرى.
وأكدت ماء العينين أن الأحزاب السياسية، وخاصة حزبها، تؤمن بأنه لا يمكن تحقيق أي مشروع تنموي ناجح دون أن تكون السياسة في صميمه.
ولفتت إلى أن مشاركة حزبها في هذا النقاش يأتي من منطلق الإيمان بأهمية العمل السياسي المشترك.
وخلصت إلى أن التعاون بين مختلف القوى السياسية، كما يتجلى في هذه المبادرة، يعد خطوة مهمة نحو تعزيز العمل السياسي وإعادة الثقة في دوره التنموي. وأشارت إلى أن نجاح هذا المسعى يتطلب تضافر جهود جميع الأطراف السياسية لترجمة هذه الرؤى إلى واقع ملموس.