سلط عبد الله الفركي، رئيس كونفدرالية المقاولات الصغرى، الضوء على أزمة خطيرة تواجه المقاولات الصغيرة والصغرى والمتوسطة، متمثلة في التأخر المزمن في الأداء وأحيانا الامتناع التام عن الأداء من طرف الشركات الكبرى.
وأوضح الفركي خلال لقاء تواصلي، أن هذه المعضلة، التي تفاقمت في السنوات الأخيرة، تهدد بإغلاق العديد من المقاولات الصغيرة وتسريح عمالها، مما يشكل خطرا حقيقيا على النسيج الاقتصادي والاجتماعي. وأضاف أن الوضع يزداد حرجاً عندما تكون الشركات المتأخرة عن الأداء مسيرة من طرف شخصيات معروفة يفترض فيها الالتزام بالمسؤولية الاجتماعية والأخلاقية.
وكشف رئيس الكونفدرالية عن وجود فراغ قانوني خطير في مجال المناولة، داعيا إلى ضرورة سن قانون خاص يحمي المقاولات الصغيرة التي تعمل في مجال المناولة، مشيرا إلى وجود تلاعب وممارسات غير قانونية في تطبيق القوانين الحالية المتعلقة بآجال الأداء.
وفي سياق متصل، أبرز الفركي أن عينة من الشركات المتضررة كشفت عن حجم المعاناة التي تواجهها المقاولات الصغرى، مؤكداً أن الحل يكمن في: إيجاد آليات قانونية صارمة لحماية المقاولات الصغيرة، تحديد آجال ملزمة للأداء، فرض عقوبات رادعة على الممتنعين عن الأداء، إنشاء آلية للوساطة لحل النزاعات بين الشركات الكبرى والصغرى.
وشدد رئيس الكونفدرالية على ضرورة تحرك الجهات المعنية بشكل عاجل لإنقاذ المقاولات المتضررة، محذراً من التداعيات الاقتصادية والاجتماعية الخطيرة التي قد تنجم عن استمرار هذا الوضع.
وفي ختام الندوة، دعا الفركي الشركات الكبرى إلى تحمل مسؤوليتها الاجتماعية والأخلاقية تجاه المقاولات الصغرى، وإيجاد حلول عاجلة للمشاكل العالقة، مؤكداً أن استمرار الوضع الحالي سيؤدي إلى انهيار العديد من المقاولات الصغيرة وتسريح مئات العمال.
لعلج، أحد المقاولين المتضررين من أزمة تأخر الأداء، خلال ندوة صحفية عُقدت مؤخراً لتسليط الضوء على معاناة المقاولات الصغرى والمتوسطة.
وفي حديثه، كشف لعلج عن واقعة اقتصادية واجتماعية مؤلمة تعيشها العديد من الشركات، موضحاً أن الأزمة تفاقمت مع شركة كبرى تتمتع بتمثيلية وطنية وسمعة مرموقة. وأضاف: “تعاملنا مع هذه الشركة بناءً على سمعتها ومكانة رئيسها كرجل أعمال محترم، واعتبرنا ذلك ضمانة معنوية كافية. كانت لديها مشاريع كبيرة ومصداقية في السوق.”