بأناقته وحديثه الهادئ استطاع ضيفنا أن يخلق حديثا شيقا بكل عوالم الفن، يروى الفنان التشكيلي العراقي إياد الموسوي قصة رحلته الفنية والإنسانية، التي امتدت لأكثر من أربعة عقود، محملاً بتجارب الهجرة والإبداع.
ولد الموسوي في بغداد، وغادرها شاباً هرباً من الظروف السياسية المضطربة. محطته الأولى كانت الكويت، حيث أقام معرضه الفني الأول في أواخر السبعينيات وهو في سن السادسة عشرة. حسب ما كشف عنه في حديثه مع موقع “فبراير.كوم”.
استقر الموسوي نهائياً في كندا، حيث أكمل دراساته العليا في الفنون الجميلة بجامعة كونكورديا في مونتريال. وفي عام 1991، حصل على جائزة الفنان المتميز في مقاطعة كيبيك.
تميزت تجربته الفنية برحلة ملهمة إلى المناطق القطبية الشمالية الكندية، والتي تركت بصمة واضحة في أعماله الفنية. نقل الموسوي تجاربه الفنية عبر معارض في كندا وأمريكا والوطن العربي.
يركز الموسوي في أعماله على قضية التناقضات الإنسانية، مستخدماً تقنية الرسم بالفحم المباشر والانفعالي. يرى أن الاختلافات بين البشر من صنع الإنسان نفسه، وأن الحوار والتفاهم هما المخرج الوحيد من دوامة العنف.
يقول الموسوي: “التناقض موجود داخل كل إنسان، والتحدي الحقيقي هو الوصول إلى السلام الداخلي وتقبل الاختلاف”.
ورفض الموسوي بشدة منطق الإقصاء والإلغاء، مؤكداً أن الحرب غير إنسانية وأن الحوار هو الطريق الوحيد للتعايش.
مسيرة الفنان إياد الموسوي تلخص رحلة مبدع عراقي عانى الغربة، لكنه حول محنته إلى إبداع فني يحمل رسالة السلام والتسامح.