مع تزايد عمق الوعي الوطني وأهمية المعرفة في خدمة القضايا الاستراتيجية، طفحت إلى السطح الدبلوماسية الجامعية كأداة فاعلة ومؤثرة للدفاع عن قضية الصحراء المغربية، من حلال تمكين الأساتذة والطلبة الباحثين بآليات معرفية وقانونية لخدمة القضية الوطنية.
وأكد مهتمون بالشأن السياسي، أن “الدفاع عن القضية الوطنية يجب أن يكون بالوثائق والدلائل والحجج المنطقية”، وهو ما يمثل جوهر الدبلوماسية الجامعية التي تتجاوز الخطابات العاطفية إلى التحليل العلمي الدقيق.
وفي ذات السياق تتجه الجامعات المغربية، إلى الدعم الكامل للمشاريع البحثية المرتبطة بالوحدة الترابية، مع التركيز بشكل خاص على ترجمة هذه الأبحاث إلى اللغات الأجنبية، خاصة الإنجليزية والإسبانية، لضمان وصول الحقيقة إلى أوسع نطاق ممكن.
ويؤكد محمد المزياني، مهتم بالشأن السياسي، على أهمية تنفيذ التوجيهات الملكية السامية في تجنيد كافة الأفراد والمؤسسات للدفاع عن الوحدة الترابية، معتبرا أن “البحث العلمي الرشيد هو المفتاح الأساسي لمعالجة قضية وطنية بحجم الوحدة الترابية”، مؤكداً على الدور المحوري للجامعات في نشر الحقائق ودحض الادعاءات المغلوطة.
وأضاف أن الدبلوماسية الجامعية بقدرتها على تقديم سرد موضوعي ومنهجي للقضية الوطنية، يعتمد على التوثيق العلمي والتحليل المنطقي بعيداً عن المزايدات السياسية، فالأكاديميون يحولون القضية من مجرد خلاف سياسي إلى حقيقة تاريخية وجغرافية وقانونية معززة بالأدلة والوثائق.
وفي هذا السياق، أشار إلى الانتصارات الدبلوماسية المتعددة التي حققها المغرب مؤخراً، خاصة بعد عودته إلى الاتحاد الإفريقي، مؤكدا أن المغرب، تحت قيادة الملك محمد السادس، ظل دائماً يمد يد السلام للجزائر رغم التوترات المستمرة، مشدداً على ضرورة بناء العلاقات على مبدأ “رابح-رابح” بعيداً عن السياسات العدائية.
وتتجاوز الدبلوماسية الجامعية حدود القاعات الدراسية لتصبح منصة للتواصل الدولي، حيث يساهم الباحثون في نشر الحقائق وتفنيد الادعاءات المغلوطة عبر المنصات العلمية والأكاديمية العالمية، وهو ما يمثل استراتيجية ذكية تعزز المصداقية وتبني الإقناع على أسس علمية صلبة.
