في ظرف ساعات قليلة من طرحه عبر قناته على منصة “يوتيوب”، تمكن الفنان والمخرج سعيد الناصيري من تحقيق إنجاز وصف بـ”الإستثنائي” بفيلمه الجديد “نايضة.. كبرها تصغار“.
وحصد الفيلم ما يقارب مليون ونصف مشاهدة في وقت قياسي، متربعًا بذلك على عرش الطوندونس المغربي، ليؤكد مرة أخرى أن السينما الوطنية قادرة على جذب الجماهير، حتى عبر المنصات الرقمية.
وحظي الفيلم بإشادة واسعة من جمهور مواقع التواصل الاجتماعي، الذين عبروا عن إعجابهم بالسيناريو الذي يعكس واقعًا مغربيًا معاشًا.
وتتناول قصة الفيلم تحديات الحياة اليومية التي تواجه الطبقة الفقيرة وأطفال الكاريانات، مما جعلها تنال تعاطفًا كبيرًا لدى المشاهدين.
إلى جانب قوة القصة، نوّه المتابعون بجودة اختيار الممثلين (الكاستينغ)، حيث أعاد الناصيري الاعتبار لعدد من الفنانين المهمشين، مبرزًا مهاراتهم التمثيلية في أدوار مؤثرة. ولم تكن الرؤية الإخراجية بعيدة عن دائرة الإشادة، حيث اعتبرها الكثيرون إضافة نوعية جعلت العمل متماسكًا ومؤثرًا.
وفي خطوة غير مسبوقة، قرر الناصيري التخلي عن فكرة بيع فيلمه للقنوات التلفزيونية المغربية، وبدلًا من ذلك أتاحه مجانًا عبر منصة “يوتيوب”.
هذا القرار، الذي لاقى استحسانًا كبيرًا، يعكس رغبة الناصيري في جعل الفن في متناول الجميع، خاصة الفئات التي لم تسعفها الظروف الاقتصادية لمتابعة الفيلم أثناء عرضه في القاعات السينمائية.
وأوضح الناصيري في تصريحات سابقة أن “نايضة.. كبرها تصغار” يعالج مواضيع حساسة يعاني منها المجتمع المغربي، مثل معاناة الطبقة الفقيرة والأطفال المهمشين، وهي قضايا قد تكون سببًا في رفض المسؤولين لدعمه أو عرضه على القنوات الوطنية.
وأكد الناصيري أن الفيلم يمثل رسالة قوية تعكس نبض الشارع المغربي، بعيدًا عن المهرجانات أو الدعم الرسمي، مشددًا على أهمية إنتاج أعمال فنية مستقلة تعبر عن قضايا المجتمع دون قيود.
فيلم “نايضة.. كبرها تصغار” ليس مجرد عمل فني، بل نموذج للإبداع المستقل الذي يضع الجمهور في صلب الاهتمام، ويبدو أن هذا التوجه الجديد في السينما المغربية قد بدأ يحصد ثماره، مع تفاعل جماهيري قوي ومشاهدات قياسية على المنصات الرقمية.