شهد مستشفى مولاي يوسف بالرباط، مساء الأربعاء، حادثًا مأساويًا أودى بحياة أربعة مرضى داخل قسم الإنعاش، إثر انقطاع مفاجئ لإمدادات الأوكسجين.
الحادث الذي خلف صدمة عارمة بين أسر الضحايا والعاملين في المستشفى، أثار تساؤلات ملحة حول جاهزية النظام الصحي للتعامل مع مثل هذه الطوارئ في واحدة من أبرز المؤسسات الاستشفائية بالعاصمة.
وحسب مصادر مطلعة، فإن المستشفى لم يكن يتوفر على قنينات أوكسجين احتياطية، مما ترك المرضى في وضع حرج انتهى بوفاتهم. الحادث وقع في الطابق الثالث، حيث توجد قاعات الإنعاش التي تم نقلها إلى المستشفى الجهوي مولاي يوسف بعد هدم المركز الاستشفائي ابن سينا في إطار إعادة بنائه.
وتشير المصادر إلى أن حالة استنفار قصوى سادت المستشفى منذ وقوع الحادث، حيث حلت لجنة من مفتشية وزارة الصحة ومندوبية الوزارة بالجهة للتحقيق في الواقعة وإعداد تقرير مفصل حول ملابساتها.
المستشفى الجهوي مولاي يوسف، الذي تم تشييده بميزانية بلغت 580 مليون درهم وبطاقة استيعابية تصل إلى 300 سرير، يعاني منذ افتتاحه من اختلالات عديدة.
تقارير سابقة للمكتب الجهوي للجامعة الوطنية للصحة نبهت إلى النقص الحاد في التجهيزات الطبية والأدوية، إلى جانب تعثر مصلحة الإنعاش بسبب غياب الأطر الصحية المختصةن كما أثيرت مخاوف بشأن تسربات إشعاعية بمصلحة الأشعة، مع تسجيل نقص كبير في المعدات البيوطبية الضرورية.
هذه الحادثة أعادت إلى الواجهة الانتقادات التي وجهتها هيئات نقابية ومهنية للإدارة الصحية بالمستشفى، وسط مطالب عاجلة بإجراء تحقيق شفاف لتحديد المسؤوليات واتخاذ إجراءات صارمة لضمان عدم تكرار مثل هذه المأساة.
فبينما يترقب الجميع نتائج التحقيق الرسمي، تظل تساؤلات عديدة مطروحة حول مدى جاهزية المستشفيات العمومية في المغرب لتقديم خدمات طبية آمنة وفعالة للمواطنين، خاصة في أقسام حساسة كقاعات الإنعاش.