أعلنت وزيرة الاقتصاد والمالية، نادية فتاح، عن اتخاذ إجراءات جديدة لتعزيز استخدام اللغتين العربية والأمازيغية في التواصل مع المواطنين، وذلك في إطار جهود الحكومة لتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية وتنمية استعمال العربية. وأكدت الوزيرة أن هذه الخطوة تأتي تماشياً مع مقتضيات الدستور والتزامات المملكة في حماية وتعزيز التنوع اللغوي والثقافي.
وأوضحت الوزيرة، في ردها على سؤال برلماني، أنه تقرر اعتماد شعار الوزارة باللغة العربية والأمازيغية في جميع المراسلات الرسمية، مع تخصيص اللغة العربية للمراسلات والملتمسات الموجهة إلى المواطنين. كما سيتم إدراج اللغتين بشكل تدريجي في الوثائق والملصقات الصادرة عن المديرية العامة للضرائب.
وفي إطار تعزيز الحضور الرقمي للغات الوطنية، أشارت الوزيرة إلى إطلاق نسخة جديدة من الموقع الإلكتروني للوزارة باللغة الأمازيغية، تتضمن محتويات مهمة مثل “ميزانية المواطن” وقانون المالية والتقارير المصاحبة له، وذلك بهدف توسيع دائرة المستفيدين من المعلومات المالية.
كما سيتم اعتماد اللغة الأمازيغية إلى جانب العربية في الحملات التحسيسية والتواصلية، سواء كانت سمعية أو بصرية، بما في ذلك التشوير في المصالحاح اللاممركز .
وأعلنت إدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة عن الشروع في إنتاج محتوى تواصلي بلغات مختلفة، بما فيها كبسولات فيديو باللغة العربية والدارجة، وإعادة صياغة محتوى صفحات موقعها الإلكتروني لإطلاق نسخة عربية شاملة.
من جهة أخرى، أشار الأمين العام للحكومة، محمد حجوي، إلى وجود تنسيق مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية لتنزيل مقتضيات القانون التنظيمي الخاص بتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية. وضمن هذا السياق، يتم العمل على نشر النصوص التشريعية والتنظيمية باللغة الأمازيغية في الجريدة الرسمية بشكل تدريجي، وفقًا للجدول الزمني المحدد.
وستشمل هذه الجهود تنظيم دورات تكوينية للأطر الإدارية لتعزيز مهاراتهم في استخدام الأمازيغية، بما يضمن مساهمة فعّالة في تحقيق هذا التوجه الوطني. كما ستخصص الأمانة العامة للحكومة تمويلات من صندوق تحديث الإدارة العمومية لدعم هذا المشروع.
يذكر أن الفصل الخامس من دستور المملكة ينص على أن العربية والأمازيغية لغتان رسميتان للدولة، مع التأكيد على أهمية حماية اللغة العربية وتطويرها، وتنمية الأمازيغية بصفتها رصيدًا مشتركًا لجميع المغاربة. وتسعى الحكومة إلى تحقيق هذه الأهداف من خلال سياسات شاملة تضمن إدماج اللغتين في التعليم والحياة العامة، بما يعكس الهوية الوطنية المتنوعة للمملكة.