لقد كان عام 2024 عامًا مليئًا بالأحزان، حيث ودع المغرب عددًا من الشخصيات البارزة التي أثرت في مجالات الفن والصحافة، وتركوا إرثًا لا يُنسى في تاريخ المغرب المعاصر. هؤلاء الراحلون، الذين ساهموا في تشكيل الهوية الثقافية والإعلامية الوطنية، رحلوا تاركين بصمات عميقة في قلوب المغاربة وذاكرتهم الجماعية.
ومن أبرز الأسماء التي غادرتنا، الإعلامي العربي بنتركة، الذي توفي في 20 دجنبر 2024 بعد مسيرة مهنية حافلة استمرت أكثر من خمسة عقود. قدم بنتركة العديد من البرامج التلفزيونية والإذاعية التي غطت مواضيع متنوعة بين الفن والثقافة والمجتمع، وكان له إسهام بارز في المسرح والسينما.
في مجال الكوميديا، فقد المغرب مصطفى الزعري في 3 دجنبر ، الذي شكل مع رفيقه مصطفى الداسوكين ثنائيًا كوميديًا محبوبًا. الزعري، الذي بدأ مسيرته في السبعينيات، أمتع الجمهور بأدواره الكوميدية التي ستظل خالدة في ذاكرة المغاربة.
كما فقد المغرب في 10 نونبر اللاعب والدبلوماسي عبد القادر لشهب، الذي لم يقتصر على مسيرته الكروية الناجحة مع الوداد الرياضي والمنتخب الوطني، بل استمر في خدمة وطنه عبر المناصب الدبلوماسية التي شغلها في كندا واليابان وروسيا.
في الساحة الفنية، رحلت نعيمة المشرقي في 5 أكتوبر، التي كانت أيقونة في المسرح والسينما والتلفزيون. قدمت المشرقي أعمالًا خالدة بالتعاون مع رواد الفن المغربي مثل الطيب الصديقي، كما كان لها دور بارز في العمل الاجتماعي من خلال نشاطها كسفيرة للنوايا الحسنة لدى اليونيسيف.
على صعيد الصحافة، فقدنا الصحفي الرياضي بلعيد بويميد في 24 سبتمبر، الذي عُرف بعمله الصحفي المتميز وتحليلاته الرياضية التي أغنت المشهد الإعلامي المغربي لعقود. كما رحل جمال براوي في 26 أغسطس، الذي كان صحفيًا ومحللًا سياسيًا واقتصاديًا بارزًا، تاركًا أثرًا كبيرًا في تطوير الصحافة المغربية.
في يوليو، فقدنا اثنين من رموز الفن المغربي. السعدية اللوك، التي رحلت في 24 يوليو بعد مسيرة طويلة في التمثيل الكوميدي، ومصطفى الداسوكين، الذي توفي في 6 يوليو وكان جزءًا لا يُنسى من الكوميديا المغربية.
وفي مارس، توفي عبدو شريف، الذي لُقب بـ”العندليب الجديد”، تاركًا إرثًا غنائيًا مميزًا في الطرب العربي. كما رحل محمد بن عبد الله الجندي، الممثل الذي تألق في الأعمال التاريخية، في 5 مارس.
تختتم هذه القائمة بعمر الشريف، الفنان الغنائي الشعبي، الذي توفي في 13 فبراير، وحميد نجاح، الذي رحل في 28 فبراير بعد مسيرة مليئة بالعطاء في المسرح والتلفزيون والسينما.
عام 2024 كان شاهدًا على فقدان أسماء بارزة ستظل ذكراها حية في تاريخ المغرب الثقافي والإعلامي، حيث سيبقى إرثهم مصدر إلهام للأجيال القادمة.