الاعتراف الفرنسي بمغربية الصحراء وسقوط بشار والحرب في غزة ولبنان.. أبرز الأحداث في 2024
شهد العام 2024 تحولات في شمال أفريقيا وفي منطقة الشرق الأوسط ، حيث تغيرت موازين القوى بشكل وصفه خبراء بـ”المختلف”، وسط أحداث “غير مسبوقة”، من الاعتراف الفرنسي بمغربية الصحراء، سقوط نظام الأسد في سوريا إلى الضربات القاصمة التي وجهتها إسرائيل لقيادات المقاومة في المنطقة.
وفي ملف الصحراء المغربية، شهد العام 2024 تحولا في الموقف الفرنسي، حيث أعلن الرئيس إيمانويل ماكرون خلال زيارة رسمية للمغرب دعم باريس الكامل لمخطط الحكم الذاتي المغربي وسيادة الرباط على المنطقة. هذا الموقف، الذي جاء بعد سنوات من الحياد الدبلوماسي، أعطى دفعة قوية للعلاقات المغربية-الفرنسية.
وفي خطوة وصف بـ”غير المسبوقة”، تعهد ماكرون أمام البرلمان المغربي بغرفتيه بدعم استثمارات فرنسية في الإقليم، عقب توقيع اتفاقيات استثمارية ضخمة بين البلدين بقيمة 10 مليارات يورو، هذا التحول في الموقف الفرنسي، رغم ما أحدثه من توتر في العلاقات مع الجزائر، يعتبر انتصارا دبلوماسيا كبيرا للمغرب في قضية الصحراء.
وفي غزة، استمر النزيف البشري مع تصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية التي أسفرت عن سقوط أكثر من 45 ألف ضحية، معظمهم من المدنيين، وفق إحصاءات وزارة الصحة في القطاع التي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.
وفي خضم هذه المأساة الإنسانية، وجهت إسرائيل في ضربات موجعة لقيادات حماس، حيث تمكنت من تصفية إسماعيل هنية في طهران، ويحيى السنوار في رفح.
وامتد النزاع إلى لبنان، حيث شكل اغتيال حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، في شتنبر 2024 نقطة تحول في تاريخ المنطقة، العملية النوعية التي نفذتها إسرائيل في الضاحية الجنوبية لبيروت، باستخدام قنابل خارقة للتحصينات، أسفرت عن مقتل نصر الله في مخبئه تحت الأرض، موجهة بذلك ضربة لـمحور المقاومة.
وفي سوريا، طويت صفحة حكم عائلة الأسد بعد أكثر من نصف قرن، إثر هجوم مباغت شنته فصائل المعارضة في نونبر 2024، الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد فر إلى موسكو طالبا اللجوء، تاركا وراءه بلدا مدمرا وشعبا منهكا، مخلفا وراءه مشاهد تحرير السجناء من سجن صيدنايا سيء السمعة شكلت لحظات مؤثرة في تاريخ البلاد.
وفي السودان، استمر النزاع المسلح بين الجيش وقوات الدعم السريع، مخلفا وراءه أزمة إنسانية متفاقمة، فأكثر من ثلاثة ملايين شخص أجبروا على النزوح، في حين يعاني الملايين من نقص حاد في المواد الغذائية والخدمات الأساسية.
أما في ليبيا، فقد استمر الانقسام السياسي بين حكومتي طرابلس والشرق، مع تعزيز روسيا لوجودها العسكري في البلاد، خاصة بعد نقل عتاد عسكري متطور من قواعدها في سوريا عقب سقوط نظام الأسد.
كما شهد العام انتخابات رئاسية في تونس والجزائر، حيث فاز الرئيس قيس سعيّد بولاية جديدة بنسبة 90 في المئة من الأصوات، بينما حصل الرئيس عبد المجيد تبون على 84 في المئة من أصوات الناخبين الجزائريين.
