في حوار خاص مع موقع فبراير، تحدثت بشرى بيبانو، أول امرأة مغربية وإفريقية تصل إلى القمم السبع وأول عربية تتسلق جبل أنابورنا، عن رحلتها الاستثنائية التي جمعت بين الشغف والتحدي، من بداياتها المتواضعة إلى إنجازات عالمية رفعت راية المغرب عالياً.
بشرى، التي اكتشفت حبها لتسلق الجبال صدفة وهي في الخامسة والعشرين من عمرها، روت كيف كانت تلك الخطوة الأولى في جبل توبقال نقطة التحول في حياتها، حينها، لم تكن تتوقع أن تتحول هذه التجربة إلى شغف يدفعها إلى تسلق أعلى القمم في العالم، لكنها سرعان ما أدركت أن هذه الرياضة ستصبح جزءاً من حياتها اليومية وأسلوبي حياة لا تكتفي فيه بالتحدي البدني فقط، بل باكتشاف الذات والتواصل مع الطبيعة.
لم يكن الطريق سهلاً، فقد واجهت العديد من التحديات، خاصة في بداياتها عندما لم تكن رياضة تسلق الجبال معروفة في المغرب. تحدثت بشرى عن دهشة الناس عندما يرون امرأة مغربية تخوض هذه المغامرة، وعن الأسئلة التي كانت تُطرح عليها، والتي لم تثنها عن متابعة شغفها. بالنسبة لها، كان التركيز على الهدف أهم من الالتفات إلى تلك النظرة النمطية، وهو ما جعلها تمضي قدماً رغم كل العقبات.
وفي عام 2011، انطلقت بشرى في أول مغامراتها العالمية بتسلق قمة كليمنجارو، القمة الأعلى في إفريقيا، وهو الإنجاز الذي فتح أمامها أبواب التحدي العالمي. تدريجياً، استطاعت أن تحقق سلسلة من النجاحات التي جعلتها أول مغربية تصل إلى القمم السبع، بما في ذلك قمة إيفرست، التي تصفها بلحظة فخر عارمة وهي ترفع العلم المغربي على قمة العالم.
كما تحدثت بشرى عن تجربتها الفريدة في تسلق جبل أنابورنا، المعروف بصعوبته وخطورته، مشيرة إلى أن هذا الإنجاز تطلب منها تدريباً مكثفاً وإصراراً كبيراً، خاصة أنه لم يسبق لامرأة عربية تحقيقه.
بشرى لم تعتبر تسلق الجبال مجرد رياضة، بل أسلوباً لاكتشاف الذات وتعزيز الارتباط بالبيئة والمجتمع. خلال مغامراتها في القمم المغربية، تعرفت على مناطق نائية وقروية لا تصلها السيارات، واكتشفت عالماً طبيعياً مختلفاً وواقعاً اجتماعياً غنياً.
هذه التجارب عززت لديها شعوراً بالمسؤولية تجاه الوطن ودورها في التعريف بمناطق المغرب العميقة التي يجهلها الكثيرون.
رغم الصعوبات، وجدت بشرى دعماً كبيراً من زوجها وعائلتها، الذين كانوا في البداية مترددين بسبب المخاطر المرتبطة بهذه الرياضة، لكنهم سرعان ما تحولوا إلى أكبر المشجعين لها بعد أن أدركوا إصرارها وشغفها الكبير.
بشرى اليوم تسعى إلى نقل تجربتها الملهمة إلى الأجيال الجديدة، خاصة الفتيات، مؤكدة أن تحقيق الأحلام يتطلب الإيمان بالذات والعمل الجاد. في حديثها، شددت على أن المرأة المغربية قادرة على تجاوز كل العقبات والوصول إلى أبعد الحدود، إذا ما تسلحت بالإرادة والشجاعة.
بشرى بيبانو ليست مجرد متسلقة جبال، بل رمز للشجاعة والطموح الذي لا يعرف المستحيل. رحلتها، التي بدأت بخطوة بسيطة على قمة توبقال، تحولت إلى مسيرة ملهمة تجاوزت الحدود، لتصبح مثالاً يُحتذى به لكل امرأة تبحث عن تحقيق ذاتها في مواجهة التحديات