قال أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام، الذراع العسكري لحركة حماس، إن المقاومة تبعث بالتحية لكل الشعوب العربية والإسلامية التي تظاهرت وناصرت القضية الفلسطينية، مشيرا إلى أن تضامنها كان دعما ماديا ومعنويا، مشيرا في الصد نفسه، أن كتائب القسام تلقت تحركات للقتال معها، وطلبات للانخراط في أي جهد مضاد للعدو من “شعوب الخليج العربي شرقا حتى شعوب المغرب العربي غربا”، ومن كافة الشعوب الأمة الإسلامية “من طنجة إلى جاكرتا”.
استعرض أبو عبيدة، خلال خطاب مصور بالغ الأهمية ألقاه اليوم الأحد، تفاصيل المواجهة الممتدة منذ 471 يوما في قطاع غزة، مؤكداً التزام المقاومة الفلسطينية باتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ.
وشدد أبو عبيدة في كلمته على حجم التضحيات غير المسبوقة التي قدمها الشعب الفلسطيني على مدار المواجهة، مؤكداً أن هذه “التضحيات والدماء العظيمة لن تذهب سدى”.
وأضاف أن الآلام الكبيرة التي يعانيها الشعب الفلسطيني تمثل “ثمناً لتحرير الأرض والإنسان والمقدسات”.
وفيما يتعلق باتفاق وقف إطلاق النار، أوضح أن التوصل إليه كان هدفاً للمقاومة منذ بداية العدوان، معلناً التزام كتائب القسام وفصائل المقاومة الأخرى التام به، مع التأكيد على أن هذا الالتزام مشروط بالتزام الجانب الإسرائيلي.
ووصف الناطق باسم القسام المواجهة بأنها “معركة طوفان الأقصى التاريخية”، مؤكداً أنها أحدثت تحولات جوهرية في المشهد الإقليمي.
وأشار إلى أن المعركة، التي انطلقت من تخوم غزة، نجحت في تغيير وجه المنطقة وفرض معادلات جديدة في الصراع. كما لفت إلى أن المواجهة أدت إلى فتح جبهات قتال جديدة، مما أجبر إسرائيل على طلب المساندة من قوى دولية.
ووجه أبو عبيدة شكرا خاصا لحلفاء المقاومة في المنطقة، وتحديداً حزب الله اللبناني وأنصار الله في اليمن والمقاومة الإسلامية في العراق، واصفاً إياهم بـ”رفقاء السلاح” الذين قدموا “أثماناً باهظة” في هذه المعركة، مشيدا بالدور الأردني، وإلى العمليات التي نفذها أردنيون عبر الحدود ضد إسرائيل.
وفي استعراضه لمجريات الحرب، أكد الناطق العسكري أن المقاومة قاتلت بصف موحد في كافة أنحاء قطاع غزة، موجهة “ضربات قاتلة للعدو”.
واعترف بعدم تكافؤ المواجهة، سواء من حيث القدرات القتالية أو أخلاقيات القتال، مشيراً إلى أن المقاومة واصلت القتال في “ظروف تبدو مستحيلة”. وانتقد أبو عبيدة ما وصفه بـ”أساليب جديدة من الوحشية والبشاعة” التي استخدمها الجانب الإسرائيلي ضد المدنيين الفلسطينيين.
وأشاد أبو عبيدة بقيادات المقاومة، مشيراً إلى تقدمهم “قوافل الشهداء”، وذكر على وجه الخصوص إسماعيل هنية ويحيى السنوار وصالح العاروري. كما تحدث عن الدعم الشعبي الواسع الذي تلقته المقاومة، مشيراً إلى “الملايين من رسائل الدعم” التي وصلت من مختلف أنحاء العالمين العربي والإسلامي.
وفي ختام كلمته، تطرق أبو عبيدة إلى المرحلة المقبلة، مؤكداً على الدور المحوري للفلسطينيين في الضفة الغربية. وخص بالذكر مدينة جنين، التي وصفها بأنها “شقيقة الروح لغزة في البطولة والصمود”، في إشارة إلى استمرار المقاومة في مختلف المناطق الفلسطينية.
للإشارة، فإن الخطاب الذي ألقاه أبو عبيدةـ تزامن مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، وسط ترقب إقليمي ودولي لمدى التزام الطرفين بالاتفاق وإمكانية تحوله إلى تهدئة مستدامة في المنطقة.