كشفت تقرير رسمي صادر عن عمالة إقليم الحوز عن تقدم ملموس في تنفيذ برنامج إعادة البناء وتأهيل المناطق المتضررة من زلزال الأطلس الكبير الذي ضرب المنطقة في شتنبر 2023.
وقد تجلى هذا التقدم في سلسلة من الإنجازات الميدانية التي تهدف إلى تحسين ظروف عيش الساكنة المتضررة وتسريع عودتهم إلى حياتهم الطبيعية.
وفي إطار الدعم المالي المباشر للمتضررين، استفادت 27,250 أسرة من دعم شهري قدره 2,500 درهم على مدى 17 شهراً، مما مكنهم من تغطية تكاليف الإيواء والكراء خلال فترة إعادة البناء.
كما تم تقديم دعم مالي لإعادة بناء المنازل لفائدة 26,228 أسرة، بقيمة تتراوح بين 80,000 و140,000 درهم حسب حجم الأضرار، يتم صرفها على دفعات تتناسب مع تقدم أشغال البناء.
وقد حققت عملية إعادة البناء نتائج استثنائية في وقت قياسي، حيث تم الانتهاء من بناء وتأهيل 10,800 مسكن، مع توقعات بارتفاع هذا العدد إلى 12,000 مسكن بنهاية يناير 2025.
ويعد هذا الإنجاز متميزاً، وفق تقرير رسمي، بالمقارنة مع المعدل الدولي لإعادة الإعمار بعد الكوارث الطبيعية الذي يتراوح عادة بين سنتين وثلاث سنوات. وتتواصل الأشغال حالياً في 9,702 منزل، فيما قاربت 2,729 منزلاً على الانتهاء، كما تم إيجاد حلول ميدانية لـ 2,774 منزلاً في المناطق ذات التضاريس الصعبة.
ورغم التحديات المرتبطة بالتضاريس الجبلية الوعرة وتشتت الدواوير، أكد التقرير نجاح السلطات في تنفيذ عملية واسعة لإزالة الأنقاض وتهيئة الأرضية للبناء.
فقد تم هدم أكثر من 23,360 منزلاً، وإزالة ما يفوق 99% من الركام، بما يعادل أكثر من مليون و860 ألف متر مربع، وما يزيد عن 4 ملايين و600 ألف متر مكعب من الأنقاض، مع فتح العديد من الطرق المصنفة والقروية لتسهيل الوصول إلى المناطق المتضررة.
وحرصاً على الشفافية والدقة في توزيع الدعم، اعتمدت عملية إعادة البناء على إحصاء شامل للأسر المتضررة، أشرفت عليه لجان مختلطة ضمت ممثلين عن مختلف الجهات المعنية، من سلطات محلية ومصالح تقنية وأمنية. وقد اتخذت هذه اللجان قراراتها بناءً على معاينات ميدانية دقيقة، لضمان وصول الدعم لمستحقيه.
وبالتوازي مع جهود إعادة البناء، تم إطلاق مشاريع تنموية مهيكلة لتعزيز البنية التحتية، شملت تطوير شبكة الطرق وبناء المؤسسات التعليمية والصحية والمساجد. فقد انطلقت أشغال شطرين من الطريق الوطنية رقم 7، وتسارعت دراسات إنجاز مقاطع طرقية أخرى.
كما تم إطلاق مشاريع لإصلاح شبكات المياه والتطهير باستثمارات تجاوزت ملياري درهم، وإحداث خمس وحدات طبية متنقلة لتعزيز الخدمات الصحية في المنطقة.
ولضمان التواصل الفعال مع الساكنة، أحدثت العمالة خلية خاصة لاستقبال ومعالجة الشكايات، تعمل على مواكبة المواطنين والإنصات إليهم، وإحالة مطالبهم على لجنة القيادة المختصة لضمان حلول سريعة وناجعة.