الرئيسية / نبض المجتمع / بنيس يفكك ظاهرة الستريمر إلياس المالكي بين التفاهة الرقمية وصناعة الأمل

بنيس يفكك ظاهرة الستريمر إلياس المالكي بين التفاهة الرقمية وصناعة الأمل

نبض المجتمع
فبراير.كوم 22 يناير 2025 - 11:00
A+ / A-

يشكل الستريمر المغربي إلياس المالكي ظاهرة رقمية فريدة تستحق الدراسة، خصوصًا في سياق التحولات الرقمية والاجتماعية بالمغرب.

الباحث الأكاديمي سعيد بنيس، أستاذ العلوم الاجتماعية بجامعة محمد الخامس بالرباط، اعتبر في تحليله أن المالكي تجاوز كونه مجرد فقاعة رقمية ليصبح ظاهرة مجتمعية تعكس التحولات العميقة التي يعيشها الشباب المغربي، معتبرا  أن “المالكي يجسد نموذجًا جديدًا لم يعتده المغاربة في العالم الرقمي، حيث انتقلنا من حظوة ‘اليوتيوبرز’ إلى حظوة ‘الستريمرز’”.

وأشار بنيس إلى أن المالكي حقق إنجازات استثنائية جعلته يتفوق على أسماء عالمية، مثل “أ يشو سبيد”، مضيفًا أنه ساهم في إقلاع منصة “كيك” الرقمية بفضل جماهيريته الواسعة وأسلوبه المميز.

وأكد بنيس أن “المالكي استطاع أن يخلق لنفسه مكانة في المشهد الرقمي، حيث بات يعكس نموذجًا للمواطنة الافتراضية التي تجمع بين المحلي والعالمي، من خلال محتوى يدمج الثقافة المغربية بعناصر من العالم الرقمي”.

لكن بنيس لم يغفل الجانب الجدلي في هذه الظاهرة. فقد أوضح أن لغة المالكي، التي وصفها بـ”الديجيلكت”، تمثل ظاهرة لغوية صاعدة من العالم الرقمي. وأشار إلى أن هذه اللغة “تحمل مزيجًا من الدارجة المغربية، والألفاظ الإنجليزية المعربة، والتعابير الخارجة عن المألوف”.

وأضاف أن هذه اللغة، رغم كونها تعبيرًا عن الحرية والابتكار، فإنها في بعض الأحيان تصبح وعاءً لخطاب الكراهية وثقافة العنف. واعتبر بنيس أن “إلياس المالكي يُعد محترفًا لغويًا يبتكر تعابير جديدة، لكنه في بعض الأحيان ينزلق نحو ما يُعرف ببلاغة التفاهة”.

في الجانب الإيجابي، أشاد بنيس بالجانب الخيري والاجتماعي في شخصية المالكي، مشيرًا إلى أن “مبادرات المالكي الخيرية، مثل تنظيم بطولات رياضية ومساعدة الفئات الهشة، تعكس قيمًا إيجابية تعزز الانتماء والتضامن”.

وأوضح أن المالكي نجح في تحويل اهتمامه بكرة القدم إلى مشروع رياضي يحمل رمزية وطنية، مثل بطولة “الكينكس ليك”، التي تُعد انعكاسًا لجهوده في تحقيق الأمل وإلهام الشباب.

على الرغم من ذلك، يرى بنيس أن المالكي بحاجة إلى ضبط خطابه، خصوصًا في ظل شعبيته الواسعة وتأثيره الكبير على الفئات الشابة. وقال بنيس: “مع إدراكه أن العائلات المغربية تتابعه، يتوجب على المالكي الارتقاء بخطابه واحترام المشترك القيمي، لتجنب السقوط في فخ التفاهة الرقمية”.

في ختام تحليله، دعا بنيس إلى إدماج التربية الرقمية في المناهج الدراسية المغربية لمواجهة الانزلاقات القيمية وضبط تأثير العالم الرقمي، مؤكدا  أن “الديجيتال يجب أن يتحول إلى آلية اندماج مجتمعي، وليس إلى أداة تعزز العزلة والانحراف”.

وأضاف أن المالكي يمثل نموذجًا لما يمكن تسميته بـ”البطل الإشكالي”، الذي يجمع بين قيم إيجابية مثل التضامن والابتكار، وسلبيات مرتبطة بخطاب التفاهة.

ظاهرة إلياس المالكي، وفق تحليل بنيس، تقدم صورة معقدة للمجتمع الرقمي المغربي، حيث تتشابك الإنجازات الفردية مع تحديات القيم والمعايير الاجتماعية. هذه الظاهرة تدعو إلى التفكير الجدي في كيفية التعامل مع العالم الرقمي كمساحة للتعبير، وفي الوقت نفسه كأداة للتنشئة المجتمعية المستدامة.

السمات ذات صلة

مواقيت الصلاة

الفجر الشروق الظهر
العصر المغرب العشاء

حصاد فبراير

أحوال الطقس

رطوبة :-
ريح :-
-°
18°
20°
الأيام القادمة
الإثنين
الثلاثاء
الأربعاء
الخميس
الجمعة