أكدت وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، فاطمة الزهراء عمور، أن جهودًا كبيرة تُبذل لفك العزلة عن المناطق النائية بالمغرب وتعزيز السياحة القروية.
وأشارت الوزيرة خلال جلسة الأسئلة الشفهية بمجلس المستشارين، إلى أن شراكات متعددة مع شركات الطيران أسهمت في إحداث نقلة نوعية، حيث تمت إضافة 24 خطًا جويًا دوليًا نحو 8 أسواق استراتيجية، بالإضافة إلى 9 خطوط دولية جديدة، مما يفتح آفاقًا جديدة أمام القطاع السياحي.
وفي إطار دعم السياحة القروية، أكدت عمور أن الوزارة تولي اهتمامًا خاصًا بتأهيل الموارد البشرية، خصوصًا المرشدين السياحيين العاملين في الفضاءات الطبيعية. وأوضحت أن عام 2023 شهد دمج 459 مرشدًا سياحيًا متخصصًا، بزيادة بلغت 52% مقارنة بالعام السابق، وهو ما يعكس توجه الوزارة نحو تعزيز الكفاءة المهنية في هذا المجال.
كما تطرقت الوزيرة إلى برنامج دعم المقاولات السياحية الصغرى والمتوسطة، الذي يهدف إلى تشجيع الاستثمار في المناطق القروية. وأوضحت أن البرنامج يقدم دعمًا ماليًا يصل إلى 35% من قيمة الاستثمار، إلى جانب دعم تقني وخبرات قد تصل إلى 90%، ودعم مشاريع التنمية المستدامة بنسبة تصل إلى 40%. هذه التدابير تهدف إلى تعزيز التنافسية وجعل المناطق القروية وجهة سياحية مميزة.
وفيما يخص مدينة فاس، أشارت الوزيرة إلى التحديات التي تواجهها المدينة في جذب السياح وإقناعهم بتمديد فترة إقامتهم. وأوضحت أن الإيواء السياحي وحده لا يكفي لبناء وجهة سياحية متكاملة، مشددة على أهمية تطوير الخدمات والأنشطة الترفيهية التي تجعل من المدينة وجهة جذابة للسياح المحليين والدوليين على حد سواء.
وعلى الصعيد الوطني، أكدت عمور أن تحقيق هدف استقطاب 26 مليون سائح بحلول عام 2030 يتطلب تعزيز الاستثمار في مختلف جهات المملكة. وأشارت إلى أن التركيز لا يجب أن يقتصر على الوجهات السياحية التقليدية، بل يجب أن يشمل كافة المناطق لضمان توزيع عادل للفرص السياحية، ما يسهم في تنمية شاملة ومستدامة.
وفيما يتعلق بالسياحة القروية، لفتت الوزيرة إلى أن هذا النوع من السياحة يحظى بشعبية متزايدة، مؤكدة أن الوزارة خصصت ثلاث سلاسل موضوعاتية لدعم هذا القطاع، تشمل الرحلات في الهواء الطلق، الصحراء والواحات، والسياحة الداخلية الخاصة بالطبيعة. واعتبرت أن هذا التوجه يعزز مكانة المغرب كوجهة سياحية تجمع بين التنوع الطبيعي والثقافي، مما يضمن استدامة القطاع واستمراره كرافعة اقتصادية قوية.
ختامًا، أكدت الوزيرة أن تطوير السياحة في المغرب ليس فقط ضرورة اقتصادية، بل هو أيضًا استثمار في هوية المملكة وتراثها، داعية إلى تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص لضمان تحقيق رؤية طموحة تضع المغرب في صدارة الوجهات السياحية العالمية.