الرئيسية / ثقافة و فن / يوسف الموساتي يطرح رؤية مغايرة لتشكل الهوية الأوروبية

يوسف الموساتي يطرح رؤية مغايرة لتشكل الهوية الأوروبية

مصر
ثقافة و فن
فبراير.كوم 23 يناير 2025 - 00:02
A+ / A-

في كتاب جديد يثير أسئلة عميقة حول التصور التقليدي لنشأة أوروبا، يقدم الباحث يوسف الموساتي قراءة مختلفة تماماً للتاريخ الأوروبي الوسيط، مستنداً إلى المصادر العربية والإسلامية التي أرخت لهذه الحقبة الزمنية المهمة.

وعلى غرار السؤال الذي طرحه المؤرخ الفرنسي جاك لوغوف حول ولادة أوروبا في العصر الوسيط، يقلب الموساتي المعادلة ليستكشف كيف رأى الجغرافيون والمؤرخون العرب والمسلمون أوروبا في تلك الفترة، وكيف وثقوا تشكلها كفضاء جغرافي وثقافي.

ويتميز الكتاب بمنهجية علمية تجمع بين التحليل التاريخي والنقد المعمق، حيث يقوم بتفكيك السرديات التقليدية التي تصور أوروبا ككيان موحد منذ بداية العصور الوسطى. وبدلاً من تقديم إجابات قاطعة، يفتح الكتاب آفاقاً جديدة للبحث والتفكير في كيفية تشكل الهوية الأوروبية.

ويمتد البحث على مدى عشرة قرون، متتبعاً تطور الجغرافيا الإسلامية ونظرتها إلى المدن الأوروبية من اليونان ومقدونيا وأثينا إلى الجزيرة الخضراء، كما يتناول حضور اللغة اللاتينية في المصادر العربية وتأثيرها على التواصل الثقافي بين الحضارتين.

ويتوجه الكتاب إلى شريحة واسعة من القراء، من الباحثين المتخصصين إلى المهتمين بالتاريخ الثقافي، ويهدف إلى تقديم رؤية أكثر توازناً وإنصافاً للتاريخ الأوروبي الوسيط، بعيداً عن الروايات النمطية المتداولة.

وفي النهاية، يشكل هذا العمل محاولة جادة لإعادة قراءة التاريخ من منظور مختلف، يسلط الضوء على مساهمات المؤرخين والجغرافيين العرب والمسلمين في توثيق وفهم التطور التاريخي لأوروبا في العصور الوسطى.

وفي تصريح للموقع حول كتابه الجديد، كشف الباحث يوسف الموساتي عن نتائج مثيرة تتعلق بكيفية تشكل صورة أوروبا في المصادر العربية والإسلامية القديمة.

ويؤكد الموساتي، الذي أمضى سنتين في دراسة النصوص المصدرية العربية والإسلامية، أن الصورة النمطية لأوروبا كما نعرفها اليوم لم تتبلور في المخيال العربي والإسلامي إلا في فترة متأخرة نسبياً، تحديداً بين القرنين السادس عشر والتاسع عشر الميلاديين.

وأوضح الباحث أن ما قبل هذه الفترة كان التصور العربي لأوروبا مختلفاً تماماً، إذ ظهرت كمجال جغرافي وتاريخي متحرك ونسبي، لا يتطابق مع حدودها الجغرافية المعروفة حالياً.

ويرى أن هذا الاكتشاف يكشف عن تحولات عميقة في السرديات التاريخية، حيث تبدلت المواقع بين الهامش والمركز عبر التاريخ.

ويشدد الموساتي على أهمية هذه النتائج في إعادة قراءة العلاقات بين الشمال والجنوب من منظور جديد، يهدف إلى تأسيس ذاكرة تاريخية وجغرافية أكثر عدلاً وموضوعية. ويفتح هذا البحث آفاقاً جديدة لإعادة النظر في تاريخنا وجغرافيتنا بشكل أعمق وأشمل.

مواقيت الصلاة

الفجر الشروق الظهر
العصر المغرب العشاء

أحوال الطقس

رطوبة :-
ريح :-
-°
18°
20°
الأيام القادمة
الإثنين
الثلاثاء
الأربعاء
الخميس
الجمعة