الرئيسية / حوارات / يوسف البردويل لـ”فبراير”: تفاصيل محطة 7 أكتوبر ودروس القضية الفلسطينية

يوسف البردويل لـ”فبراير”: تفاصيل محطة 7 أكتوبر ودروس القضية الفلسطينية

أستاذ فلسطيني
حوارات
فبراير.كوم 25 يناير 2025 - 21:00
A+ / A-

في حديث خاص مع فبراير، فتح يوسف البردويل، الخبير في العلاقات الدولية من قطاع غزة، نافذة على مرحلة فارقة في تاريخ القضية الفلسطينية، مسلطاً الضوء على أحداث 7 أكتوبر وما حملته من دلالات وتداعيات.

البردويل تحدث بتفصيل عن جذور هذه العملية، تداعياتها على المستويين الفلسطيني والدولي، ومستقبل القضية الفلسطينية في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية.

أكد البردويل أن أحداث 7 أكتوبر لم تكن مفاجئة، بل كانت نتيجة حتمية لمعاناة طويلة الأمد عاشها سكان قطاع غزة، المحاصر منذ أكثر من 15 عامًا.

وخلال هذه الفترة، خضع القطاع لضغوط هائلة، شملت حصاراً اقتصادياً خانقاً وتحكماً صارماً في المعابر، مما جعل الحياة اليومية معركة من أجل البقاء. “غزة ليست مجرد مكان، بل هي بحر من الدماء وعيون أرامل وأيتام تحكي قصة صمود شعب بأكمله”، يقول البردويل.

رسالة 7 أكتوبر: القضية مستمرة

يرى البردويل أن العملية مثلت نقطة تحول في استراتيجية المقاومة الفلسطينية، مؤكداً أن حركة حماس سعت من خلالها إلى كسر جدار الصمت الدولي والتأكيد على أن القضية الفلسطينية ما زالت حية. كما أشار إلى أن نجاح العملية لم يكن مجرد نجاح عسكري، بل كان رسالة سياسية واضحة: الفلسطينيون لن يقبلوا بالاستسلام أو التهميش.

وأضاف أن العملية كشفت عن فشل استخباراتي وعسكري كبير للكيان الإسرائيلي، حيث تمكن المقاومون من اختراق تحصينات متطورة باستخدام وسائل بسيطة مثل الطائرات الصغيرة والدراجات النارية.

الانتقادات والمراجعة الذاتية

رغم أهمية العملية، دعا البردويل إلى مراجعة حسابات حماس، مشدداً على أن الحركة مطالبة بأن تكون صادقة مع نفسها وشعبها. واعترف بأن حسابات حماس لم تكن دقيقة بشأن تداعيات العملية، لكنها كانت خطوة لكسر الحصار المفروض على القطاع.

كما حذر من خطورة الاعتماد الكلي على التحالفات الإقليمية، مثل إيران وسوريا، مشيراً إلى أن “إلقاء المقاتلين في أحضان هذه الأطراف قد يتركهم وحدهم في مواجهة التحديات”، ودعا إلى استراتيجيات أكثر استقلالية.

ضرورة الوحدة الفلسطينية

ركز البردويل في حديثه على أهمية إنهاء الانقسام الفلسطيني، داعياً الفصائل إلى تقديم تنازلات وطنية لخدمة المصلحة العامة. وأكد أن توحيد الصف الفلسطيني ليس خياراً بل ضرورة للبقاء، قائلاً: “لا يمكن تحقيق التحرر في ظل الانقسام والتنازع الداخلي”.

الدعم العربي والدولي: غياب أم تقاعس؟

لم يغفل البردويل عن انتقاد الموقف العربي الرسمي تجاه القضية الفلسطينية، واصفاً الدعم المقدم بأنه “ضعيف أو شبه معدوم”. وتساءل: “كيف لدول عربية يبلغ عددها 22 دولة أن تعجز عن إدخال شاحنة مساعدات واحدة إلى غزة؟”.

أما على الصعيد الدولي، فأشار البردويل إلى أن المجتمع الدولي أظهر فشلاً ذريعاً في التعامل مع الحرب الأخيرة، حيث لم تتمكن الأمم المتحدة من وقف المجازر أو فرض هدنة طويلة الأمد.

حماس: فكرة لا تموت

في جزء آخر من الحوار، وصف البردويل حركة حماس بأنها ليست مجرد كيان عسكري أو سياسي، بل هي “فكرة مقاومة متجذرة في وجدان الشعب الفلسطيني”. واستشهد بتجارب سابقة مثل اغتيال القادة أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي وغيرهم، قائلاً إن اغتيال القادة لم يضعف الحركة، بل أظهر قدرتها على تجديد قياداتها واستمرارها في النضال.

في حديثه عن الدمار الذي لحق بغزة، توقع البردويل أن يستغرق إعادة الإعمار ما بين 5 إلى 8 سنوات، مضيفاً أن آلاف الفلسطينيين سيعيشون في ظروف قاسية داخل الخيام والكرفانات لسنوات طويلة.

أما عن السيناريوهات المستقبلية، فقد وضع القضية الفلسطينية أمام خيارين: إما إعادة النظر في البرنامج السياسي وتوحيد القرار الفلسطيني، أو مواجهة تداعيات أشد قسوة من أحداث 7 أكتوبر.

خاتمة الصراع: الأمل باقٍ

اختتم البردويل حديثه بالتأكيد على أن الفلسطينيين شعب يعشق الحياة، وأن النضال سيستمر رغم كل التحديات. وأكد أن حركة حماس، رغم الانتقادات التي تطالها، نجحت في إحياء القضية الفلسطينية على الساحة الدولية. وأضاف: “حماس ليست نهاية المطاف، بل جزء من رحلة نضال طويلة نحو الحرية والكرامة”.

يبقى حديث يوسف البردويل شاهداً على تعقيد المشهد الفلسطيني، ودعوة إلى المراجعة الذاتية والوحدة الوطنية لتحقيق حلم التحرر واستعادة الحقوق المشروعة.

السمات ذات صلة

مواقيت الصلاة

الفجر الشروق الظهر
العصر المغرب العشاء

حصاد فبراير

أحوال الطقس

رطوبة :-
ريح :-
-°
18°
20°
الأيام القادمة
الإثنين
الثلاثاء
الأربعاء
الخميس
الجمعة