الرئيسية / دولي / محمد الضيف.. القائد الذي أرعب الاحتلال وارتقى منتصرًا

محمد الضيف.. القائد الذي أرعب الاحتلال وارتقى منتصرًا

دولي
فبراير.كوم 31 يناير 2025 - 11:00
A+ / A-

على مدار أكثر من ثلاثة عقود، ظل اسم محمد الضيف مرادفا لـ”الرعب في أوساط الاحتلال الإسرائيلي”، ورمزا للمقاومة الفلسطينية التي أرهقت الجيش الإسرائيلي بأدائها النوعي وعملياتها الدقيقة.

رجل ظل شبحا لا يُرى، يتحرك بين الأنفاق والخلايا العسكرية، يقود عمليات ردع ويعيد رسم معادلات الصراع، حتى ارتقى شهيدًا يوم 30 يناير 2025، مختتمًا مسيرة نضالية استثنائية جعلت منه أسطورة حية للمقاومة الفلسطينية.

ولد محمد دياب إبراهيم المصري، الشهير بـمحمد الضيف، عام 1965 في مخيم خان يونس لعائلة فلسطينية لاجئة هجّرت قسرا من قريتها القبيبة خلال نكبة 1948، ظروف اللجوء القاسية لم تمنعه من البحث عن العلم، فالتحق بـالجامعة الإسلامية في غزة، حيث درس العلوم، لكنه سرعان ما انخرط في العمل السياسي والدعوي داخل الكتلة الإسلامية، وكان من أوائل من التحقوا بحركة حماس فور انطلاقها عام 1987.

عرفت مسيرته تحولا جذريا حين اعتقلته قوات الاحتلال عام 1989، ليقضي 16 شهرًا في السجن دون محاكمة، قبل أن يُفرج عنه بالتزامن مع صعود كتائب القسام كذراع عسكري قوي لحركة حماس، هناك، التقى بـصلاح شحادة وزكريا الشوربجي، وبدأ معهم إرساء اللبنات الأولى للجناح العسكري للحركة، واضعًا الأسس الأولى لحرب الاستنزاف ضد الاحتلال.

من الأسر إلى قيادة المقاومة

كان اغتيال يحيى عياش عام 1996 نقطة تحول في مشواره النضالي، حيث تولى الضيف قيادة العمليات العسكرية، وأشرف على سلسلة عمليات انتقامية أوقعت عشرات القتلى الإسرائيليين. سريعًا، أصبح اسم محمد الضيف يتصدر قوائم المطلوبين لدى الاحتلال، وبدأت أولى محاولات اغتياله التي استمرت حتى آخر أيام حياته، لكنه كان ينجو في كل مرة، ليُلقب بـ“صاحب الأرواح السبعة”.

مع اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000، تعرض للاعتقال على يد السلطة الفلسطينية، لكنه نجح في الفرار مع تصاعد المواجهات. وفي عام 2002، وبعد اغتيال صلاح شحادة، تولى الضيف رسميًا قيادة كتائب القسام، ووضع استراتيجية جديدة للمقاومة تضمنت تطوير منظومة التصنيع العسكري، وتوسيع العمليات لتشمل العمق الإسرائيلي.

ورغم إدراجه على قوائم الإرهاب الأمريكية عام 2015، ظل الضيف بعيدًا عن الأضواء، لا يظهر إلا عبر تصريحات مقتضبة أو تسجيلات صوتية نادرة، محاطًا بحراسة أمنية مشددة، متخفياً في أماكن غير معلومة، حتى صار الرجل الأكثر مطاردة من قبل أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية.

ملحمة “طوفان الأقصى”

في 7 أكتوبر 2023، ومع طلوع شمس ذلك اليوم، ظهر صوت محمد الضيف ليعلن انطلاق عملية “طوفان الأقصى”، التي شكلت أكبر ضربة عسكرية توجهها المقاومة الفلسطينية للاحتلال الإسرائيلي منذ عقود، حيث  كان هذا الهجوم تجسيدًا لسنوات من التحضير والتخطيط، حيث نجحت المقاومة في اختراق التحصينات العسكرية الإسرائيلية، والاستيلاء على مواقع استراتيجية، وإيقاع خسائر غير مسبوقة في صفوف الجيش الإسرائيلي.

وعلى مدى 460 يومًا من المعركة، ظل الضيف يقود العمليات العسكرية من الظل، يعيد ترتيب الخطط ويوجه الوحدات القتالية، قبل أن يسقط شهيدًا في قصف إسرائيلي استهدفه و6 من قادة المجلس العسكري لكتائب القسام.

نهاية أسطورة وبداية إرث نضالي

في كلمة وداعية، قال أبو عبيدة، الناطق باسم كتائب القسام: “نزف إلى أبناء شعبنا العظيم استشهاد قائد هيئة أركان كتائب القسام محمد الضيف، مع ثلة من المجاهدين الكبار”، مؤكدًا أن رحيله لن يكون نهاية المقاومة، بل محطة جديدة في مسارها.

وبرحيله، يُسدل الستار على مسيرة نضالية استثنائية، لكنها تفتح الباب أمام جيل جديد من المقاومين الذين تربوا على نهجه، فقد كان محمد الضيف أكثر من مجرد قائد عسكري، كان رمزًا للمقاومة الصامدة، وأحد أبرز من غيروا معادلات الصراع، ليظل اسمه محفورًا في ذاكرة الأجيال القادمة، كقائد لا يُنسى في سجل النضال الفلسطيني.

السمات ذات صلة

مواقيت الصلاة

الفجر الشروق الظهر
العصر المغرب العشاء

حصاد فبراير

أحوال الطقس

رطوبة :-
ريح :-
-°
18°
20°
الأيام القادمة
الإثنين
الثلاثاء
الأربعاء
الخميس
الجمعة