أكد لحسن السعدي، كاتب الدولة المكلف بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، التزام الحكومة بالحفاظ على التراث المغربي الأصيل، وخاصة في مجال “التبوريضة” التي تعتبر رمزاً للهوية المغربية وتجسيداً للشجاعة والعنفوان.
وخلال كلمته، شدد السعدي على أن التبوريضة تمثل أكثر من مجرد رياضة تقليدية، فهي تجسد قيم “الجماعة واللمة” والنخوة المغربية، مشيراً إلى أنها تجمع بين أصالة الفرس ونخوة الفارس في تناغم مميز يكتمل بالزي التقليدي والمستلزمات الأصيلة.
وأعلن كاتب الدولة عن إطلاق مبادرة جديدة تتمثل في إحداث جوائز على المستوى الجهوي لأفضل “الربات” (الفرسان) الذين يحافظون على هذا التراث. كما أكد استمرار تقديم جوائز للصناع التقليديين المتميزين خلال معرض الفرس، مشدداً على أهمية دورهم في الحفاظ على الهوية المغربية.
وتعهد السعدي بتقديم الدعم الكامل للصناع التقليديين من خلال توفير المواكبة والتأطير المهني وتقديم برامج التكوين المتخصصة وتشجيع الممارسين والحرفيين، إضافة إلى دعم سبل العيش المستدام للصناع.
وأشار كاتب الدولة إلى الدور المحوري الذي تلعبه الصناعة التقليدية في منظومة الفروسية المغربية، مؤكداً على أهمية التعاون بين جميع الشركاء لضمان استمرارية هذا التراث الأصيل.
واختتم السعدي كلمته بالتأكيد على الرعاية السامية التي يوليها جلالة الملك محمد السادس لفن التبوريضة، معرباً عن التزام الوزارة بالعمل المتواصل للحفاظ على هذا الموروث الثقافي وتطويره بما يليق بمكانته التاريخية والحضارية.
هذا، وقعت كتابة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، والشركة الملكية لتشجيع الفرس، ومؤسسة “دار الصانع”، والجمعية الوطنية لفنون الفروسية التقليدية “التبوريدة”، اتفاقية شراكة لتثمين منظومة “فنون الفروسية ـ التبوريدة”، وذلك بحضور وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أحمد البواري.
الاتفاقية التي تمت يوم أمس الاثنين 3 فبراير الجاري بالرباط، تأتي ضمن برنامج “هيكلة وتنمية منظومة فنون الفروسية “تبوريدة” الذي يروم حماية وصيانة هذا الموروث الثقافي والنهوض به، لاسيما في ظل اعتراف منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “يونيسكو” بفن “التبوريدة” ضمن مجموعة التراث اللامادي، إلى جانب دعم الصناعة التقليدية المرتبط به.
ووقع الاتفاقية كل من كاتب الدولة المكلف بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، لحسن السعدي، والمدير العام للشركة الملكية لتشجيع الفرس، عمر الصقلي، ورئيس الجمعية الوطنية لفنون الفروسية التقليدية – التبوريدة، ياسين عكاشة، والمدير العام لمؤسسة “دار الصانع”، طارق صديق.