قصص مواطنين من زوايا “الإهمال” فبراير تصور عن قرب معاناة دوار عسكر عقب قرار الترحيل
من داخل المدن الكبرى، يعيش آلاف المواطنين في ظروف صعبة، يعانون من الإهمال وغياب أبسط مقومات الحياة الكريمة، قصصهم مليئة بالألم والمعاناة، لكنها تبقى صامتة في زوايا الأحياء المهمشة.
موقع “فبراير.كوم”، انتقل إلى الأحياء التي تعيش فيها هذه الفئات،الذي اختاروا الحديث للموقع عن معاناتهم اليومية مع الفقر والمرض وغياب العدالة الاجتماعية.
أثناء تنقلنا بن دهاليز أحد الأحياء، صادفنا أحد المواطنين الذي يعيش في الحي منذ أكثر من 40 عامًا، معتمدا على دخل بسيط من محل صغير يبيع فيه بعض الحاجيات اليومية.
بعد وفاة زوجها الذي كان يعاني من مرض السرطان، تركت وحيدة مع ولديها، الذين يعانون بدورهم من صعوبات في الحياة. تقول: “ما عنديش فين نمشي، قلبي مريض، يقدر يسكت لي قلبي؟ أنا غادي نتشر”. هكذا كان جواب إحدى السيدات اللائي صادفناهن خلال إنجاز هذا الربورتاج.
تعاني السيدة من عدة أمراض مزمنة، بما في ذلك أمراض القلب والسكري والكوليسترول، ولا تستطيع تحمل تكاليف العلاج. تقول : “كنطلب الماء، سيدنا الله ينصر، يشوف اليتامى والمتقاعدين”.
أعيش على معاش تقاعدي لا يتجاوز 150 درهمًا في الشهر، وهو مبلغ لا يكفي حتى لشراء الأدوية الأساسية. هكذا يقول أحد المواطنين.
السيدة ليست الوحيدة التي تعاني من هذه الظروف، فهي واحدة من آلاف المواطنين الذين يعيشون في أحياء الصفيح، يعانون من نقص الخدمات الأساسية مثل السكن اللائق والماء والكهرباء والصرف الصحي. بالإضافة إلى ذلك، يواجهون صعوبات في الحصول على الرعاية الصحية والتعليم اللائق لأطفالهم.
يقول مواطن: “دابا جاتني البكية، وما نقدرش نبكي. أنا عسكري، دوزت 20 عام في الصحراء”، معبرا عن شعوره بالظلم والإهمال، خاصة بعد سنوات من الخدمة في الجيش، ليجد نفسه في النهاية بدون سكن لائق أو دخل يكفي لسد احتجياته الأساسية.
يعيش مواطنون اليوم معاناة حقيقية تتجلى في سلسلة من المطالب الملحة التي تعكس عمق الأزمات الاجتماعية والاقتصادية، فالسكن يمثل أولى هذه التحديات، حيث يناشد الكثيرون بالخروج من أحياء الصفيح وتوفير مساكن آمنة وكريمة.
وتمتد معاناة المواطنين لتشمل مختلف جوانب الحياة، فالمتقاعدون يكافحون للبقاء على قيد الكفاف مع معاشات لا تكفي احتياجاتهم الأساسية. كما يعاني المرضى من صعوبة الحصول على الرعاية الصحية واقتناء الأدوية، فيما يعاني الشباب من البطالة وغياب فرص العمل.
تتجلى مطالب المواطنين في ضرورة تحقيق العدالة الاجتماعية، وتوفير الخدمات الأساسية في الأحياء المهمشة. فالماء والكهرباء والصرف الصحي والتعليم والنقل أصبحت حقوقاً أساسية يسعى الجميع للوصول إليها.
الأرامل والأيتام يستحقون اهتماماً خاصاً، فدعمهم ليس منّة بل حق إنساني. كما أن دعم التعليم وتوفير فرص متساوية للأطفال من الأسر الفقيرة يمثل استثمارا حقيقيا في مستقبل الوطن.
يناشد مواطنون المسؤولين بفتح قنوات حوار مباشرة، والاستماع لمطالبهم بعيداً عن البيروقراطية. فالحلول يجب أن تكون عملية وفعالة، تستهدف جوهر المشكلات وليس مجرد معالجات سطحية.