الرئيسية / ثقافة و فن / الجعماطي يفكك دور الفن التشكيلي في العلاقات الاستراتيجية للمغرب

الجعماطي يفكك دور الفن التشكيلي في العلاقات الاستراتيجية للمغرب

ثقافة و فن
فبراير.كوم 05 فبراير 2025 - 21:00
A+ / A-

في عالم الفنون، يعد الفن التشكيلي من أبرز التعبيرات الثقافية التي تعكس هوية الشعوب وتاريخها، لكن في المغرب، يبدو أن هذا الفن يتخذ أبعادًا أخرى، قد لا تقتصر على كونه وسيلة للتعبير الفني فحسب، بل أصبح أداة لتوطيد العلاقة بين المغرب وحلفائه الدوليين.

وفي هذا السياق، يطرح الفنان المغربي محمد الجعماطي تساؤلات مهمة حول العلاقة بين الفن التشكيلي والتحالفات الاستراتيجية، مؤكداً على دور الفن في تقديم صورة المغرب في الساحة الدولية، ومدى تأثير هذه الشراكات على الطابع الثقافي للفن المغربي.

في مقال شاركه عبر صفحته الخاصة على الفيسبوك، أشار الجعماطي إلى أن الفن التشكيلي في المغرب ليس مجرد وسيلة للتعبير عن القضايا الفنية فحسب، بل هو عنصر حيوي في استراتيجية المغرب الثقافية والسياسية، فقد أصبحت بعض التحالفات الاستراتيجية للمغرب، مثل تلك مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، جزءًا من مشهد الفنون التشكيليّة، حيث يتم استثمار هذه التحالفات في دعم الأنشطة الثقافية والفنية.

ومن خلال هذه الشراكات، يُتوقع أن يستفيد الفن التشكيلي من الدعم الدولي الذي يعزز مكانة المغرب كمركز ثقافي إقليمي، ويشجع على جذب الاستثمارات في المجالات الفنية مثل المتاحف والمعارض.

ومع ذلك، يشير الجعماطي إلى أن هناك تداخلًا بين هذا الدعم وبين المصالح المادية، حيث يرى أن بعض الفنانين المعاصرين يتجنبون تناول القضايا الوطنية الساخنة في أعمالهم الفنية، مثل قضية الصحراء المغربية.

ويعتقد أن هذا التوجه هو بمثابة محاولة لإرضاء الأطراف التي تقدم الدعم، والتي تضع شروطًا قد تؤثر على تمثيل الثقافة المغربية بشكل حقيقي،فبدلاً من أن يعكس الفن التشكيلي القضايا الاجتماعية والسياسية المهمة، يجد الجعماطي أن بعض الفنانين يهربون من تناول هذه المواضيع إلى مواضيع أخرى قد تثير الجدل وتستفز مشاعر المواطنين.

وليس هذا فحسب، بل يشير الجعماطي أيضًا إلى أن بعض من يُطلق عليهم “تجار المعاصرة” في الفن التشكيلي يستغلون هذه التحالفات لتنفيذ أجندات خاصة بهم، دون أخذ الهوية الثقافية والفنية للمغرب بعين الاعتبار. فهو يرى أن الفن التشكيلي يجب أن يكون أداة لتكريس الهوية المغربية المتعددة، وليس أداة لتحقيق مصالح اقتصادية مادية.

وعلى المستوى المؤسساتي، يرى الجعماطي أن من الضروري أن تكون المؤسسات الرسمية، مثل المتاحف والمراكز الثقافية، أكثر وعيًا في اختيار المشاريع الفنية التي تُعرض، بما في ذلك تلك التي تتم تحت إشراف المؤسسات الدولية. إذ يجب أن تكون هذه المشاريع موجهة نحو تعزيز الهوية المغربية، وليس الترويج لفن يعكس مصالح اقتصادية فقط.

ختامًا، يطرح الجعماطي تساؤلًا هامًا: هل يمكن للفن التشكيلي أن يظل وفيًا لهويته الثقافية في ظل هذه التحديات؟ أم أنه سيظل محكومًا بتحالفات سياسية واقتصادية تفرض عليه حدودًا معينة؟ الجعماطي يُعتبر صوتًا فنيًا بارزًا يدعو إلى ضرورة الحفاظ على الثوابت الثقافية والفنية للمغرب في وجه موجات التغيير التي قد تَفقد هذا الفن جوهره ومصداقيته.

إن الفنانين المعاصرين، وفقًا للجعماطي، لديهم مسؤولية كبرى في الحفاظ على الأصالة الثقافية للمغرب، وفي الوقت نفسه يجب أن يسهموا في التحولات الاجتماعية والسياسية التي يمر بها بلدهم من خلال أعمالهم الفنية.

السمات ذات صلة

مواقيت الصلاة

الفجر الشروق الظهر
العصر المغرب العشاء

حصاد فبراير

أحوال الطقس

رطوبة :-
ريح :-
-°
18°
20°
الأيام القادمة
الإثنين
الثلاثاء
الأربعاء
الخميس
الجمعة