أكد يونس التازي، والي جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، خلال كلمته في اللقاء المنعقد بطنجة، على أهمية المشاريع البيئية والتنموية التي تشهدها الجهة، مشددًا على ضرورة تعزيز التنمية المستدامة لمواجهة التحديات البيئية والاقتصادية.
وأشار التازي إلى أن الجهة تعتمد بشكل متزايد على المياه العادمة المعالجة في سقي المساحات الخضراء، حيث أصبحت نسبة كبيرة من الحدائق الحضرية تعتمد على هذا الحل المستدام، مما يساهم في ترشيد استهلاك الموارد المائية. كما تم تحقيق تقدم ملحوظ في تطوير الطاقات المتجددة، من خلال مشاريع الطاقة الشمسية والريحية، إضافة إلى مشاريع النجاعة الطاقية التي تشمل الإنارة العمومية.
وفي إطار تعزيز الأمن الغذائي، شهدت الجهة توسيع المساحات الزراعية، إلى جانب إنجاز القطب الغذائي الفلاحي بالكوس بإقليم العرائش، على مساحة 150 هكتارًا، وهو مشروع يعرف تقدمًا ملحوظًا، ويُنتظر أن يساهم بشكل كبير في تحقيق الاكتفاء الغذائي بالمنطقة.
كما سلط الوالي الضوء على الجهود المبذولة لحماية النظم البيئية، من خلال برامج إعادة التشجير، ومكافحة انجراف التربة، وحماية المجال الغابوي من الحرائق، إلى جانب المحافظة على المناطق الساحلية لمواجهة التغيرات المناخية.
وفي سياق تأهيل العنصر البشري، أكد التازي على أهمية تعزيز التكوين المهني والبحث العلمي في مجالات الطاقة والأمن الغذائي والبيئة، من خلال برامج تكوينية متكاملة، بمشاركة مختلف المؤسسات، مشيرًا إلى أن افتتاح مدينة المهن والكفاءات شكل إضافة نوعية لهذا التوجه.
ورغم هذه الجهود، شدد والي الجهة على أن التحديات لا تزال كبيرة لتحقيق التنمية المستدامة، وهو ما يستوجب توسيع مشاريع تحلية مياه البحر كخيار استراتيجي لتعزيز الأمن المائي، خاصة مع تزايد موجات الجفاف. كما دعا إلى إدماج الطاقات المتجددة في أنظمة الري والبنية التحتية المائية، وتشجيع الفلاحة الذكية عبر توظيف التكنولوجيا الحديثة لتحسين إدارة الموارد الطبيعية.
واختتم التازي كلمته بالتأكيد على أهمية التعاون الدولي في تمويل المشاريع الرائدة، مشيدًا بهذا اللقاء كفرصة لتبادل الخبرات وتعزيز الشراكات، بما يسهم في بناء نموذج تنموي مستدام يضمن الأمن المائي، الطاقي، والغذائي للأجيال الحالية والمستقبلية.
