الرئيسية / رياضة / المغرب يعزز نفوذه الإفريقي عبر الدبلوماسية الرياضية

المغرب يعزز نفوذه الإفريقي عبر الدبلوماسية الرياضية

المغرب
رياضة
فبراير.كوم 10 فبراير 2025 - 10:00
A+ / A-
المغرب يعزز نفوذه الإفريقي عبر الدبلوماسية الرياضية

يواصل المغرب ترسيخ مكانته كقوة إقليمية صاعدة في القارة الإفريقية، متخذاً من كرة القدم جسرا للتواصل الدبلوماسي وأداة لتعزيز مصالحه الاستراتيجية، وفق ما كشفت عنه صحيفة “لوموند” الفرنسية في تقرير خاص.

وتكشف الاستعدادات المغربية لاستضافة البطولة القارية، بحسب الصحيفة الفرنسية، عن رؤية طموحة تتجاوز المعايير المعتادة في تنظيم البطولات الإفريقية، فقد خصصت المملكة فنادق من فئة خمس نجوم لإقامة المنتخبات الـ24 المشاركة، في خطوة غير مسبوقة في تاريخ البطولة في مقابل ذلك دفع التنظيم رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، باتريس موتسيبي، للتنبؤ بأن نسخة 2025 ستكون “الأفضل في تاريخ” البطولة القارية، خاصة بعد الانتقادات التي واجهتها نسخة 2023 في كوت ديفوار بسبب تواضع مرافق إقامة المنتخبات.

وينقل تقرير “لوموند” عن المحلل الرياضي منصف اليزغي قوله إن المغرب “يرفع سقف المعايير في تنظيم البطولات القارية”، مشيرا إلى أن هذا الفضل في هذا التحول النوعي يعود إلى استراتيجية شاملة بدأت منذ 2009، عقب إخفاق المنتخب المغربي في التأهل لمونديال 2010.

وقد شهد هذا المسار تسارعا ملحوظا منذ تولي فوزي لقجع رئاسة الجامعة الملكية لكرة القدم في 2014، حيث نجح في إعادة هيكلة القطاع وتعزيز حضور المغرب في مؤسسات الكرة الإفريقية.

وتُوج هذا الجهد بعودة المغرب إلى اللجنة التنفيذية للكاف عام 2017، بعد غياب استمر 15 عاماً.

وتشير الصحيفة الفرنسية إلى أن الدور المغربي لم يقتصر على استضافة البطولات الكبرى، بل امتد ليشمل دعما لوجستيا وفنيا للعديد من الدول الإفريقية. فقد فتح المغرب ملاعبه لاستضافة مباريات تصفيات كأس العالم لمنتخبات تفتقر لمنشآت تستوفي المعايير الدولية، مثل بوركينا فاسو وموزمبيق وغينيا ومالي.

ويؤكد عالم الاجتماع الرياضي عبد الرحيم بورقية، في تصريحات لـ”لوموند”، أن المغرب يستخدم كرة القدم لتعزيز علاقاته في إفريقيا، كما فعل مع الأسمدة التي ينتجها المكتب الشريف للفوسفاط، حيث أصبحت كرة القدم أداة دبلوماسية تتيح للمملكة توطيد شراكاتها مع العديد من الدول الإفريقية.

وتختم الصحيفة الفرنسية تقريرها بالإشارة إلى أن هذه السياسة تندرج ضمن سياق أوسع من المنافسة الجيوسياسية في القارة، خاصة مع الجزائر وجنوب إفريقيا، فالمغرب يسعى من خلال هذه الدبلوماسية الرياضية إلى كسب تأييد الدول الإفريقية لموقفه في قضية الصحراء، في مواجهة الدعم الذي تقدمه الجزائر وجنوب إفريقيا لجبهة البوليساريو.

حصاد فبراير