شهدت معابر سبتة ومليلية تطورًا لافتًا في العلاقات التجارية بين المغرب وإسبانيا، حيث تمكنت شاحنتان محملتان بالبضائع من عبور الحدود يوم الثلاثاء، في خطوة تجسد إعادة تفعيل التبادل التجاري بين البلدين بعد سنوات من الجمود.
العملية، التي جاءت بعد اتفاق طويل الأمد بين البلدين، تمثل فرصة جديدة للتعاون الاقتصادي، وقد أثارت اهتمامًا كبيرًا في الأوساط الاقتصادية والسياسية في كلا البلدين.
وقد أفادت صحيفة “إل باييس” الإسبانية بأن الشاحنة الأولى كانت محملة بقطع غيار السيارات، بينما حملت الشاحنة الثانية أجهزة التبريد.
هذه الخطوة تأتي ضمن إطار الاتفاق الذي تم توقيعه بين المغرب وإسبانيا في يناير الماضي، والذي يهدف إلى إعادة فتح المعابر الجمركية بين البلدين بعد توقف طويل استمر لعدة سنوات.
وكان من المفترض أن يتم فتح المعابر في بداية العام، إلا أن العملية تأخرت بسبب مجموعة من التحديات التقنية والإدارية.
وقد واجهت عملية استئناف التجارة بين سبتة ومليلية بعض العقبات التي كانت قد أرجعتها السلطات الإسبانية إلى مسائل تقنية تتعلق بالإجراءات الجمركية.
وكانت أول محاولة لفتح المعابر في يناير الماضي قد باءت بالفشل، مما أخر استئناف التبادل التجاري بشكل رسمي. ومع ذلك، تشير التطورات الأخيرة إلى أن الشراكة الاقتصادية بين البلدين تسير نحو تعزيز التعاون التجاري رغم هذه التحديات.
وأكد وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، في تصريحاته الأخيرة أن المغرب وإسبانيا يعملان بشكل وثيق لضمان استمرار العبور التجاري عبر معابر سبتة ومليلية، دون الرجوع إلى الوراء، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة تبرز الالتزام القوي بين الطرفين لإعادة تفعيل العلاقات التجارية بينهما.
ويرى مراقبون أن هذه التطورات تأتي في إطار التحسن العام في العلاقات الثنائية بين المغرب وإسبانيا بعد الأزمة الدبلوماسية التي نشأت في 2022.
وفي أبريل من نفس العام، وبعد موافقة إسبانيا على دعم مقترح الحكم الذاتي للمغرب في الصحراء، تم توقيع اتفاقيات ثنائية شملت فتح المعابر وإعادة تفعيل التعاون التجاري.
وقد شهدت الأيام القليلة الماضية تبادلًا تجاريًا محدودًا عبر معابر سبتة ومليلية، وهو ما يفتح الباب لتوسيع التبادل التجاري بين البلدين بشكل تدريجي.
وحسب الاتفاق المبرم، يُسمح بعبور شاحنة واحدة يوميًا من كل جانب، مع تحديد نوع السلع المسموح بتداولها، مثل الفواكه والخضروات والأسماك ومواد البناء من المغرب، مقابل تصدير منتجات النظافة والأجهزة الإلكترونية من إسبانيا.
ومع هذه الافتتاحات الجزئية للمعابر، تظل التوقعات إيجابية بشأن تعزيز التعاون التجاري بين البلدين في المستقبل القريب، خاصة بعد حلحلة العديد من المشاكل التقنية والإجرائية التي كانت تعيق عملية العبور.
يذكر أن الخطوات المستقبلية ستكون حاسمة لتوسيع نطاق هذه التجارة وتجاوز التحديات الحالية، بما يساهم في تعزيز العلاقات الاقتصادية الثنائية بين المغرب وإسبانيا، ويؤثر بشكل إيجابي على الاقتصادات المحلية في المناطق الحدودية.
