بعد إيموران وتمراغت وإيمي ودار، جاء الدور على تغازوت، القرية الساحلية الشهيرة عالميا في رياضة ركوب الأمواج، لتشهد حملة واسعة لهدم البنايات العشوائية وتحرير الملك البحري العام.
حسب ما رصدته عدسة كاميرا “فبراير.كوم”، بدأت الجرافات عملها في منطقة تغازوت، التي تحولت من بقعة صغيرة على الساحل إلى وجهة سياحية ذات شهرة عالمية لدى محبي رياضة السورف.
وانتشرت آليات الهدم منذ ساعات الصباح الأولى يوم أمس الخميس، وسبقها انتشار مكثف لعناصر القوات المساعدة والدرك الملكي الذين قاموا بتطويق المنطقة المستهدفة المليئة بالمقاهي الصغيرة والمنشآت التي صنفت كبنايات عشوائية أقيمت دون تراخيص قانونية.
وتأتي هذه الحملة تحت إشراف مباشر من السلطات الولائية لجهة سوس ماسة، وذلك في إطار استراتيجية شاملة تستهدف محاربة البناء العشوائي على امتداد الشريط الساحلي شمال أكادير، كما تهدف هذه الاستراتيجية إلى إعادة هيكلة المنطقة الساحلية وفق رؤية تنموية مستدامة تضمن استغلال الشواطئ بطريقة قانونية ومنظمة تتماشى مع تطلعات السياحة الوطنية والدولية.
زأكد مسؤولون، أن هذه العملية تأتي ضمن جهود تأهيل المنطقة واستثمار مؤهلاتها السياحية العالمية للرفع من جاذبيتها، والانتقال بها من حالة الفوضى والإخلال بنظامها الإيكولوجي إلى مشاريع منظمة ترقى إلى مستوى تطلعات السياحة الوطنية والأجنبية، مع احترام تام للقوانين والأنظمة الجاري بها العمل”.
يذكر أن جهة سوس ماسة تشهد منذ فترة حملة واسعة لتحرير الملك البحري العام، امتدت سابقاً إلى إقليم اشتوكة آيت باها، حيث تم العام الماضي هدم الأكواخ المتواجدة في منطقة تيفنيت والتي أقامها الصيادون في الأصل لحفظ معداتهم، قبل أن تتكاثر وتتحول إلى بنايات عشوائية غير مرخصة.
كما شملت الحملة سابقاً هدم بنايات في منطقة أورير “إيموران”، ومن المتوقع أن تمتد العملية مستقبلاً لتشمل منطقة إمسوان الواقعة على بعد حوالي 95 كيلومتراً من أكادير.
وقد أثارت عمليات الهدم ردود فعل متباينة بين السكان المحليين ومستثمري القطاع السياحي، فبينما يرى البعض أنها خطوة ضرورية لتنظيم المنطقة وتطويرها وفق معايير بيئية وسياحية عالمية، يعرب آخرون عن قلقهم إزاء تأثير هذه العمليات على مصادر رزقهم ومستقبل النشاط السياحي في المنطقة على المدى القصير.