كشف الدكتور جواد مبروكي في حوار خص به “فبراير”، أن حب الوالدين وحب الاطفال يعد واحد من المشاكل التي يعاني منها المجتمع المغربي.
وأبرز مبروكي في معرض حديثه أن الحب هو شعور لايمكن التحكم فيه، وليس قرار يمكن اتخاذه والقول بأنه يجب أن أحب الوالدين، أو الأبناء.
وسجل المتحدث ذاته أن الحب حاليا أصبح غائبا بين الوالدين والأطفال، ويتم الخلط بيم الواجبات والحب، حيث أن هذا الأخير هو مجموعة من المشاعر.
يشكل الحب جوهر الوجود الإنساني والكوني على حد سواء. فكما يوضح الدكتور جواد مبروكي، أخصائي الأمراض النفسية والعصبية، في الحلقة الأولى من سلسلة حوارات رمضانية، لا يمكن تصور الحياة أو حتى انتظام الطبيعة دون وجود قوة الحب التي تربط بين مكوناتها المختلفة.
يشير الدكتور مبروكي إلى أن انسجام الكون بأكمله – من الكواكب التي تدور في مسارات محددة دون أن تصطدم ببعضها، إلى الأشجار والكائنات الحية – يعتمد على نوع من الطاقة التي تشبه الحب في جوهرها. هذه القوة الجاذبة هي التي تحافظ على التوازن الكوني وتمنع الفوضى.
على المستوى الأصغر، يوضح الدكتور أن جسم الإنسان نفسه مكون من خلايا، وكل خلية تتكون من جزيئات، وكل جزيء يتكون من ذرات تدور حولها إلكترونات بنظام دقيق. ويعتبر علماء الفيزياء هذه القوة التي تربط بين هذه المكونات الدقيقة نوعاً من الحب الذي يجمعها ويحافظ على تماسكها.
“بدون حب نحن نموت” – هكذا يلخص الدكتور مبروكي أهمية الحب في حياة البشر. فكل إنسان يبحث باستمرار عن الحب، يريد أن يستقبله ويتشبع به، وفي الوقت نفسه يحتاج أن يعطي هذا الحب للآخرين. إنها دورة مستمرة تشبه انعكاس الصورة في المرآة – عندما نحرك أيدينا، تتحرك الصورة في المرآة بالمثل.
ويضيف الدكتور أن الإنسان الذي لا يستقبل الحب يعيش في عذاب دائم، ويبحث عنه بأي طريقة، حتى إن البعض يلجأ إلى تربية الحيوانات الأليفة لتعويض هذا النقص، فيعطي الحب لهذه الحيوانات ويتلقى منها مشاعر الحب أيضاً.
رغم أهمية الحب الأساسية، يأسف الدكتور مبروكي لكون الثقافة المغربية لا تولي اهتماماً كافياً لمفهوم الحب، بل إن هذا المفهوم يكاد يكون مفقوداً. حتى العلاقة بين الإنسان والخالق، التي تعتبر في جوهرها علاقة حب في جميع الديانات، لم تعد تُبنى على هذا الأساس في المجتمع المغربي.
يذكّر الدكتور بأن الله خلق الإنسان لأنه أحبه قبل أن يخلقه، وأن هذه العلاقة المبنية على الحب هي التي تبقينا متمسكين بالحياة. وعلى الرغم من أننا جميعاً نجرب الحب ونستقبله بدرجات متفاوتة، إلا أننا لا نشبع منه أبداً ونظل دائماً في حاجة إليه.
