الرئيسية / سياسة / استطلاع: 82% من الناخبين المغاربة خارج دائرة التواصل السياسي للأحزاب

استطلاع: 82% من الناخبين المغاربة خارج دائرة التواصل السياسي للأحزاب

استطلاع
سياسة
فبراير.كوم 03 مارس 2025 - 11:00
A+ / A-

كشف استطلاع رأي أجرته مؤسسة “أفروبارومتر” المتخصصة عن واقع مقلق يخص التواصل السياسي للأحزاب المغربية خلال الفترات الانتخابية، حيث أظهرت النتائج أن نسبة المغاربة الذين تم التواصل معهم خلال آخر استحقاقات انتخابية لم تتجاوز 18% فقط، وهي نسبة توصف بالضعيفة مقارنة بباقي الدول الإفريقية التي شملها الاستطلاع.

وفي تفاصيل الاستطلاع الذي حمل عنوان “من يتم الاتصال بهم خلال الحملات الانتخابية في أفريقيا؟ وهل يهم ذلك؟”، تبين أن التواصل مع هذه النسبة المحدودة من المواطنين تم عبر مختلف الوسائل، بما فيها الزيارات الشخصية والبريد والهاتف والرسائل القصيرة والبريد الإلكتروني. وهذا يعكس قصوراً واضحاً في استراتيجيات التواصل لدى الأحزاب السياسية المغربية وعدم قدرتها على الوصول إلى قاعدة واسعة من الناخبين.

أظهرت نتائج الاستطلاع أزمة حقيقية في التواصل السياسي حتى مع القواعد الحزبية نفسها، إذ كشفت أن 6% فقط من الناخبين المنتمين لأحزاب سياسية تم التواصل معهم من قبل أحزابهم بهدف تحفيزهم على المشاركة في العملية الانتخابية. هذه النسبة الضئيلة تعكس مدى ضعف العلاقة بين الأحزاب السياسية وقواعدها، وهو ما يؤثر سلباً على الانتماء الحزبي وعلى فعالية العمل السياسي.

وفي المقابل، صرح 12% من المستجوبين أنه تم التواصل معهم بهدف إقناعهم بالتصويت لصالح أحزاب معينة، وذلك لكونهم غير منتمين حزبياً. هذه النسبة، رغم ارتفاعها النسبي مقارنة بالنسبة السابقة، تظل ضعيفة وتعكس محدودية قدرة الأحزاب على استقطاب شرائح جديدة من الناخبين.

على مستوى “اتصالات الاستقطاب”، والتي تستهدف الناخبين المنتمين لأحزاب أخرى بهدف إقناعهم بتغيير موقفهم السياسي والتصويت لصالح حزب مختلف، كشف الاستطلاع عن نسبة متدنية للغاية لم تتجاوز 2% فقط. وتعتبر هذه النسبة الأضعف مقارنة بالنسب المسجلة في باقي الدول الإفريقية، مما يدل على وجود فجوة كبيرة في استراتيجيات الاستقطاب السياسي لدى الأحزاب المغربية وعدم اعتمادها على التنافس الإيجابي لاستمالة الناخبين.

لم يُظهر الاستطلاع فروقاً جوهرية بين أحزاب الأغلبية وأحزاب المعارضة من حيث التواصل مع الناخبين. فقد أفاد 10% من المستجوبين بأنهم تلقوا اتصالاً من الأحزاب المنتمية إلى الأغلبية في الفترة السابقة للانتخابات، فيما أشار 9% إلى أنهم تواصلوا مع أحزاب المعارضة. هذا التقارب في النسب يعكس محدودية الفارق في استراتيجيات التواصل بين مختلف الأطياف السياسية، والتي تتسم جميعها بضعف القدرة على الوصول إلى الناخبين.

أكد التقرير المصاحب للاستطلاع أهمية التواصل المباشر مع الناخبين كآلية فعالة لتعزيز المشاركة الانتخابية. إذ أظهرت النتائج أن المواطنين الذين تم التواصل معهم خلال الحملة الانتخابية كانوا أكثر احتمالاً للتصويت بنسبة الثلث مقارنة بمن لم يتم التواصل معهم. هذه المعطيات تبرز الأثر الإيجابي للتواصل المباشر في تحفيز المشاركة السياسية وتعزيز الوعي الانتخابي.

غير أن التقرير حذر في المقابل من أن الأحزاب تميل إلى التواصل أساساً مع الأشخاص الأكثر نشاطاً سياسياً والأكثر احتمالاً للتصويت بالفعل، مما يؤدي إلى اتساع الفجوة في معدلات التصويت بين المواطنين النشطين سياسياً والأقل نشاطاً. وهذا النمط من التواصل الانتقائي قد يعزز من حالة الاستقطاب السياسي ويحد من قدرة الأحزاب على توسيع قاعدتها الانتخابية.

يجدر بالذكر أن هذا الاستطلاع أنجز خلال الفترة الممتدة بين يوليوز 2019 ويوليوز 2021، وكانت الأسئلة متعلقة بالانتخابات التي جرت سنة 2016، والتي شهدت آنذاك فوز حزب العدالة والتنمية. وتأتي نتائج هذا الاستطلاع في سياق النقاش المتزايد حول ضرورة تطوير آليات التواصل السياسي في المغرب وتعزيز الثقة بين المواطنين والأحزاب السياسية لضمان مشاركة أوسع في العملية الديمقراطية.

مواقيت الصلاة

الفجر الشروق الظهر
العصر المغرب العشاء

حصاد فبراير

أحوال الطقس

رطوبة :-
ريح :-
-°
18°
20°
الأيام القادمة
الإثنين
الثلاثاء
الأربعاء
الخميس
الجمعة