النكاص: هكذا ينبغي أن نستقبل شهر رمضان وهذه أبرز الساعات التي يستجاب فيها الدعاء
استقبل المسلمون شهر رمضان الفضيل، شهر الرحمة والمغفرة، وكما كان الصحابة الكرام يستقبلونه، بالدعاء ستة أشهر قبل حلوله أن يبلغهم رمضان، وستة أشهر بعده أن يتقبل منهم. كان الدعاء هو مفتاح القلوب وبداية كل خير. لم يكن شهر رمضان مجرد شهر للصيام والامتناع عن الطعام والشراب، بل كان فرصة للتغيير الروحي والارتقاء بالنفس نحو الأفضل.
حكى لنا عادل النكاص، الخبير في العلاقات الأسرية، قصة مؤثرة عن صحابيين تعاهدا على العبادة والجهاد، ثم توفي أحدهما قبل الآخر، ورأى الصحابي الآخر في المنام أن الذي توفي في بيته دخل الجنة قبل الشهيد. وعندما علم النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، بين أن فضل رمضان والعبادة فيه عظيم، وأن من أدرك رمضان وصامه وقامه إيمانًا واحتسابا، فقد نال خيرا كثيرا وفضلا عظيما.
وأكد النكاص أن فضل رمضان عظيم، وأن من أضاعه في اللهو واللعب، فقد خسر خيرًا كثيرًا. كان رمضان فرصة للتقرب إلى الله بالصلاة والذكر وقراءة القرآن، والتصدق على الفقراء والمساكين، وصلة الأرحام، وغيرها من الأعمال الصالحة.
وأشار النكاص إلى أن صلاة العيد حملت في طياتها معاني عظيمة، حيث كان ينبغي على المرأة المسلمة أن تحرص على حضورها، حتى وإن كانت في حالة حيض، لتشهد الخير ودعوة المسلمين، وتستمع إلى الخطبة. ففي ذلك اليوم باهى الله بعباده الملائكة.
ودعا النكاص إلى تحقيق التوازن بين الجانب الجسدي والروحي في رمضان. فكما اهتممنا بتنوع الأطعمة والمشروبات على المائدة الرمضانية، يجب أن نهتم بتغذية الروح بالعبادة والذكر وقراءة القرآن. كان رمضان شهر الجهاد الأكبر، وهو جهاد النفس ومقاومة الشهوات، والانتصار على النفس الأمارة بالسوء.
ووجه النكاص رسالة إلى الرجال بضرورة تخفيف الأعباء عن النساء في رمضان، ومساعدتهن في إعداد الطعام والقيام بشؤون المنزل، حتى يتمكن من التفرغ للعبادة والذكر وقراءة القرآن.
وشاركنا النكاص قصة مؤثرة عن امرأة كانت تدعو الله في كل فطور أن يرزقها بيتًا ملكًا أمامه نهر، وبعد رمضان استجاب الله لدعائها، ورزقها بيتًا، ولكن لم يكن أمامه نهر، فاستشارت أحد العلماء، فأخبرها أن النهر هو المسجد الذي يقع أمام بيتها، والذي تغتسل فيه من ذنوبها كل يوم خمس مرات.
ووجه النكاص رسالة إلى كل مهموم ومغموم، أن يلجأ إلى الله في الثلث الأخير من الليل، وأن يدعوه بقلب خاشع ودموع صادقة، وأن يثق بأن الله لن يخيب رجاءه. وأن الدعاء له ثلاثة مستويات: إما أن يستجيب الله لك ويعطيك ما سألت، وإما أن يصرف عنك ضررًا وبلاء، وإما أن يدخره لك يوم القيامة.
واختتم النكاص حديثه بالإجابة على سؤال طرحه أحد تلاميذه: لماذا خلقنا الله؟ فقال: “خلقنا الله للعبادة، وهو في غنى عن عبادتنا، ولكن العبادة هي التي تسمو بنا وترتقي بأنفسنا، وتجعل حياتنا ذات معنى وهدف”. ودعا النكاص إلى تحويل العادات إلى عبادات، فكل عمل قمنا به بنية خالصة لله، يتحول إلى عبادة نتقرب بها إلى الله. كان رمضان فرصة للتغيير والارتقاء، فلنغتنم تلك الفرصة ونستثمرها في طاعة الله ورضاه.