الرئيسية / نبض المجتمع / أسرار مفاوضات "إيكس ليبان" هل تم خداع المغاربة؟

أسرار مفاوضات "إيكس ليبان" هل تم خداع المغاربة؟

"إيكس ليبان"
نبض المجتمع
فبراير.كوم 24 مارس 2025 - 23:00
A+ / A-

أسرار مفاوضات “إيكس ليبان” هل تم خداع المغاربة؟

في خضم مناخ سياسي وإيديولوجي متوتر، تتصاعد الروايات الشعبية حول اتفاقية إيكس ليبان، التي يُزعم أنها تضمنت بنودًا سرية تفرض على المغرب دفع مبالغ طائلة لفرنسا، وتمنحها نصيبًا كبيرًا من ثرواته، وعلى رأسها الفوسفاط. هذه الروايات، التي يصفها الباحث في التاريخ والآثار والتراث، يوسف المساتي، بـ”السرديات المؤامراتية الجميلة”، تجد رواجًا كبيرًا بين أوساط واسعة، مستغلةً حالة الاحتقان والصراع على الشرعية بين مختلف الأطراف السياسية.

هل كانت إيكس ليبان اتفاقية سرية؟

يؤكد المساتي، في حديثه مع موقع “فبراير.كوم”، أن اتفاقية إيكس ليبان لم تكن اتفاقية سرية بالمعنى المتعارف عليه. فالاتفاقيات السرية، عادةً ما تكون بين طرفين يوقعان على بنود محددة، وتُحفظ في الأرشيف السري. لكن في حالة إيكس ليبان، الوضع كان مختلفًا تمامًا.

سياق تاريخي معقد

لفهم حقيقة ما جرى في إيكس ليبان، يدعونا المساتي إلى العودة إلى السياق التاريخي لتلك الفترة. فبعد نفي الملك محمد الخامس في 20 غشت 1953، وتصاعد العمليات المسلحة للمقاومة، وجدت فرنسا نفسها مضطرة للتفاوض مع المغرب.

أطراف متعددة ومصالح متضاربة

وجهت فرنسا الدعوة لثلاثة أطراف رئيسية للمشاركة في المفاوضات: ممثلو المقاومة المسلحة (الذين رفضوا التفاوض)، ممثلو الأحزاب الوطنية (مثل حزب الاستقلال والشورى والاستقلال)، وممثلو المخزن الموالين لمحمد الخامس. ويشير المساتي إلى أن هذه الأطراف كانت لها مصالح متضاربة، بل ووقعت بينها صراعات دامية بعد الاستقلال. فكيف يمكن لمثل هذه الأطراف أن تتفق على بنود سرية؟

مفاوضات لا اتفاقية

يشدد المساتي على أن ما جرى في إيكس ليبان كان عبارة عن مفاوضات واستماع لمطالب الأطراف المختلفة، وليس توقيعًا على اتفاقية. فالحركة الوطنية طالبت بإنشاء مجلس للتاج وعودة محمد الخامس، وهو ما استجابت له فرنسا لاحقًا.

غياب سلطة موازية

يؤكد المساتي أنه لم تكن هناك سلطة موازية للسلطات الفرنسية يمكنها التوقيع على اتفاقية. فالسلطان محمد الخامس كان لا يزال منفيًا، ولم تعترف به فرنسا إلا في مرحلة لاحقة.

إعلان “لا سيل سان كلو”

في نوفمبر 1955، تم الإعلان عن “لا سيل سان كلو”، الذي أعلنت فيه فرنسا موافقتها على منح المغرب الاستقلال، مع الحفاظ على روابطها الأبدية معه. هذا الإعلان أثار جدلاً واسعًا، ووصفه البعض بالخيانة، بمن فيهم عبد الكريم الخطابي والمهدي بن بركة.

صراعات إيديولوجية وتغييب للحقائق

يرى المساتي أن المناخ المتوتر والصراعات الإيديولوجية بين الأطراف المختلفة، ساهما في تغييب الحقائق التاريخية. فالكل كان يسعى إلى إثبات شرعيته، مما أدى إلى تحميل إيكس ليبان وإعلان “لا سيل سان كلو” أكثر مما تحتمل.

نقد ذاتي

يشير المساتي إلى أن المهدي بن بركة نفسه، اعترف في وقت لاحق بخطأ مشاركته في إيكس ليبان، ووصفها بأنها كانت “أنصاف حلول”.

دعوة إلى البحث والتدقيق

يدعو المساتي إلى ضرورة البحث والتدقيق في المصادر التاريخية الموثوقة، مثل الأرشيف الفرنسي والمغربي، وأرشيف الجرائد المعارضة آنذاك. ويحذر من الانسياق وراء نظريات المؤامرة التي يسهل ترويجها، ولكنها تعفي العقل من النقد التاريخي.

السمات ذات صلة

مواقيت الصلاة

الفجر الشروق الظهر
العصر المغرب العشاء

أحوال الطقس

رطوبة :-
ريح :-
-°
18°
20°
الأيام القادمة
الإثنين
الثلاثاء
الأربعاء
الخميس
الجمعة