أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أمس تمسكها الكامل باتفاق وقف إطلاق النار الشامل في قطاع غزة، نافية ما تردد عن قبولها هدنة مؤقتة، وذلك عقب لقاء جمع وفدا من الحركة برئاسة محمد درويش مع رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية اللواء حسن رشاد في القاهرة.
وفق بيان صادر عن حماس، بحث الجانبان “العديد من القضايا المهمة بروح إيجابية ومسؤولية”، مع التركيز على “مجريات تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في مراحله المختلفة”.
وشدد وفد حماس خلال اللقاء على ضرورة الالتزام بكافة بنود الاتفاق والانتقال الفوري إلى مفاوضات المرحلة الثانية، مطالبًا بفتح المعابر وإعادة دخول المواد الإغاثية إلى القطاع “دون قيد أو شرط”.
لافتًا في البيان تأكيد الحركة موافقتها على تشكيل “لجنة الإسناد المجتمعي” من شخصيات وطنية مستقلة لإدارة قطاع غزة، وذلك “إلى حين استكمال ترتيب البيت الفلسطيني وإجراء الانتخابات العامة في كل مستوياتها الوطنية والرئاسية والتشريعية”.
في تطور متزامن، نفى القيادي في حركة حماس محمود مرداوي بشكل قاطع الأنباء المتداولة بشأن “انفتاح الحركة على هدنة مؤقتة في قطاع غزة”، مؤكدًا أن هذه المعلومات “غير صحيحة ولا تمت إلى الواقع بصلة”.
وأكد مرداوي في تصريحاته تمسك حماس التام بالاتفاق الذي تم التوصل إليه مؤخرًا، مشددًا على ضرورة الانتقال إلى مفاوضات المرحلة الثانية وفقًا للمحددات المتفق عليها.
يأتي هذا النفي وسط تقارير عن مساعٍ إسرائيلية أمريكية لتمديد المرحلة الأولى من الاتفاق دون الالتزام بوقف نهائي للحرب، في مناورة يراها مراقبون تهدف إلى تجنب المرحلة الثانية التي تنص على إنهاء الحرب على غزة.
في سياق متصل، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء السبت عزمه إرسال وفد إسرائيلي إلى الدوحة “لمحاولة دفع المفاوضات مع حركة حماس بشأن تبادل الأسرى إلى الأمام”.
وكشفت هيئة البث الإسرائيلية، نقلاً عن مصادر لم تسمها، أن الوسطاء الإقليميين (مصر وقطر) ينتظرون زيارة قريبة لستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المنطقة.
ووفقًا للمصادر ذاتها، سيحمل ويتكوف مبادرة أمريكية “تقضي بالإفراج عن 10 أسرى إسرائيليين لدى حماس مقابل تمديد وقف إطلاق النار لأشهر عدة، دون تحديد إطار زمني دقيق”، مشيرة إلى أن المفاوضات ستُجرى “بين الولايات المتحدة وحركة حماس مباشرة دون تدخل إسرائيل”.
الجدير بالذكر أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، والتي استمرت 42 يومًا، انتهت الأحد الماضي، في وقت تنصلت فيه إسرائيل من الدخول في المرحلة الثانية التي تشمل إنهاء الحرب.
وتؤكد حماس التزامها بتنفيذ الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني 2025، وتطالب بإلزام إسرائيل بجميع بنوده، داعية الوسطاء إلى الشروع فورًا في مفاوضات المرحلة الثانية التي تشمل انسحابًا إسرائيليًا من القطاع ووقفًا كاملًا للحرب.
وتشير تقديرات المخابرات الإسرائيلية إلى وجود 59 أسيرًا إسرائيليًا في غزة، يُعتقد أن 35 منهم قتلوا، في حين يُعتقد أن 22 آخرين ما زالوا أحياء، ويبقى مصير اثنين غير معروف.
وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 و19 يناير/كانون الثاني 2025 إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 160 ألف شهيد وجريح فلسطيني -معظمهم أطفال ونساء- وما يزيد على 14 ألف مفقود.