ولدت نزهة واهلة، طبيبة مغربية في إسبانيا، في 28 فبراير 1984 في مدينة الدار البيضاء. نشأت في أسرة تتكون من والديها وأربعة أشقاء (شقيقتان وثلاثة إخوة)، وهي الثالثة في الترتيب بين إخوتها.
تلقت واهلة تعليمها الابتدائي والثانوي في المغرب، وكان لوالدها دور كبير في تعزيز أهمية التعليم في حياتها، حيث كان يؤكد دائماً على ضرورة مواصلة أبنائه للدراسات العليا.
تقول واهلة الطبيبة المغربية في إسبانيا: “الوالد ديالي زرع فينا من كنا صغار بأنه عنده الدراسة شي حاجة مهمة، يعني كل واحد فينا كان خص ضروري يدي دراسات عليا”.
بعد أن أكملت دراستها الثانوية، سعت للالتحاق بكلية الطب في الدار البيضاء، وعلى الرغم من حصولها على المرتبة الأولى في أكاديمية المحمدية، إلا أنها لم تتمكن من الالتحاق بالكلية في المغرب بسبب نظام الحصص المعتمد آنذاك.
قررت واهلة متابعة دراستها في الخارج، وكانت إسبانيا وجهتها، خاصة بعد أن نصحتها صديقة كانت تدرس هناك. كان اختيارها مبنياً على عدة اعتبارات: “شعب شهال يعني فيه ترحاب بحال مجتمع قريب من المجتمع المغربي، والجو والقرب من المغرب، لأنه أنا في إسبانيا هشي يسمح لي باش نجي ثلاثة أربعة المرات في العام نشوف الوالدين ديالي”.
تشير واهلة إلى أنها اختارت دراسة الطب في البداية تلبية لرغبة والدها: “أنا في الأصل درت ميديسين في الأول، في الأول درتها تلبية لرغبة الأب ديالي، هو كانت الأمنية ديالو أنه يشوفني طبيبة”. وتضيف أن حبها للتخصص نما لاحقاً: “الحب ديالي لهاد الدراسة ما جاني حتى للسنة الثالثة في الجامعة”.
واجهت الدكتورة واهلة تحدي تعلم اللغة الإسبانية، على الرغم من دراستها لها كلغة ثانوية في المغرب. تقول: “درت اللغة الإسبانية لغة ثانية في الثانوية، وليسي ولكن كدير لونج ما تعلمش شي حاجة كبيرة”.
أمضت سنة في المغرب لتحسين مستواها في اللغة الإسبانية قبل السفر: “كاين واحد العام اللي بحال كدير ليفون ديال الباك ماروكان، كدير أون إسبانيول كتعلم السغل”. لكنها تؤكد أن التعلم الحقيقي للغة يكون بالعيش في البلد: “اللغة باش تعلمها أكثر خصك كتعيش في واحد البلاد، كتسمع الناس كيهضرو بها”.
تعمل الدكتورة واهلة حالياً كطبيبة متخصصة في أمراض النساء والجهاز التناسلي. تقول: “أنا طبيبة أمراض نساء وجهاز تناسلي، العمل الأساسي غادي نقول في اسبيتال كيرون ماربيا، وبالإضافة ليه كنخدم في مجموعة من المصحات، يعني كاين كلينيك ريو كاين إتش سي إس وكلهم كاينين متواجدين في كوستا دل سول”.
تتحدث الدكتورة واهلة عن النظام الصحي في إسبانيا بإيجابية، مشيرة إلى فعالية النظام العمومي هناك: “النظام الصحي في إسبانيا، النظام العمومي هو نورمالمون مزيان”. وتشير إلى برامج الكشف المبكر المجانية المتاحة، مثل فحص سرطان عنق الرحم كل ثلاث سنوات ابتداءً من سن 25، وتصوير الثدي كل عامين ابتداءً من سن 45.
تلاحظ الدكتورة واهلة أن هناك اختلافاً في تعامل النساء مع صحتهن بين المغرب وإسبانيا، حيث تقول: “مُتَداولة عند العرب أن المرأة كتمشي عند الجينيكو مني كتكون حاملة، كتولد، هذاك لاخر، ولا جاها شي حاجة عاد ترجع عند الجينيكو”. بينما تؤكد على أهمية الزيارات الدورية للطبيب المختص حتى في غياب المشاكل الصحية.
تقدم الدكتورة واهلة مجموعة من النصائح الصحية للنساء، وخاصة فيما يتعلق بفترة انقطاع الطمث (المينوبوز): “احنا عموماً كنصح المرأة باش مني توصل لهديك المرحلة في حياتها خصها واحد النظام غذائي معين، خصها تنقص عليها شي حوايج بحال القهوة بحال الشاي، خصها دير الرياضة”.
كما تنصح النساء بعدم الإفراط في الغسل: “غنقول لهم نقصوا من الغسيل بزاف، راه ما مزيان الغسيل بزاف، الغسيل بزاف كيقتل البون باكتيريا اللي عندنا ويتسبب في أمراض”.
وتدعو النساء إلى عدم الخجل من مناقشة مشاكلهن الصحية مع الطبيب: “ما تحشمي من الجينيكو ديالك، عودي ليه كاع ذاكشي اللي مديريك… احنا هنا باش نعاونو ونسهل عليها هاذيك المرحلة في حياتها”.
