في لقاء تكريمي نظمه حزب فيدرالية اليسار الديمقراطي بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، أكدت فوزية العسولي، الرئيسة الشرفية لفدرالية رابطة حقوق النساء، أن المساواة ليست مجرد مطلب نسوي، بل قضية إنسانية جوهرية، مشيرة إلى أن ما تحقق في هذا المسار لا يزال غير كافٍ لتحقيق العدالة الكاملة بين الجنسين.
في كلمتها، شددت العسولي على أن المساواة تتجاوز البعد الجندري، حيث إن رفض التمييز بين النساء والرجال يمثل خطوة أولى نحو إغلاق الباب أمام كافة أشكال التمييز الأخرى.
وأوضحت أن من يتذرعون بالخصوصية الثقافية لرفض المساواة إنما يرسخون آليات الإقصاء والتهميش، مؤكدة أن المساواة حق إنساني لا يقبل المساومة أو الانتقاص.
وأضافت أن هناك تراجعات خطيرة على مستوى القوانين الدولية في ما يتعلق بحقوق الإنسان، مشيرة إلى أن ما تشهده القضية الفلسطينية اليوم من انتهاكات جسيمة يعكس انهيار المبادئ التي قامت عليها المنظومة الحقوقية العالمية.
وأوضحت أن جميع القوانين والمواثيق التي كانت تشكل ضمانة للحقوق يتم اختراقها اليوم بوضوح، مما يكشف عن خطاب دولي متناقض أصبح يتعامل مع الشعوب وفق تصنيفات غير عادلة.
وأشارت العسولي إلى أن المعركة من أجل المساواة لا تنحصر فقط في المغرب، بل تمتد إلى السياقين الإقليمي والدولي، حيث تشهد العديد من الدول موجات من التشريع الرسمي للتمييز والعنصرية.
واعتبرت أن ما يواجهه النضال النسائي من عراقيل اليوم يشبه ما تواجهه الشعوب التي تُعامل ككيانات من الدرجة الثانية أو الثالثة، مؤكدة أن هذه التحديات تستدعي توحيد الصفوف والوعي العميق بطبيعة المرحلة.
وفي حديثها عن مسارها الشخصي في العمل السياسي والحقوقي، أوضحت العسولي أن انخراطها الأول لم يكن في إطار نسوي محدد، بل جاء من خلال النضال السياسي داخل اليسار، قبل أن تدرك أن قضية المرأة تحتاج إلى حركة مستقلة بآليات واضحة، مما دفعها، إلى جانب رفيقاتها، إلى تأسيس فضاء نسوي يضع المساواة في صلب أولوياته.
وأكدت فوزية العسولي، على أن اليسار كان دائمًا سندًا لهذا النضال، لكن المرحلة الحالية تتطلب زخمًا أقوى لمواجهة التحديات المتزايدة.
واعتبرت أن هناك هجمة مضادة تهدف إلى إضعاف المكتسبات النسائية، ليس فقط على المستوى الوطني بل أيضًا على المستوى الدولي، حيث لم يعد هناك سند قوي للقضايا الحقوقية كما كان في السابق.
وأضافت أن التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي يشكلان تحديًا جديدًا، إذ لم تعد المعركة تقتصر على القوانين، بل امتدت إلى من يتحكم في رواية التاريخ ومن يملك القوة لإعادة إنتاج السرديات التي توجه المجتمعات.
وختمت العسولي كلمتها بالتأكيد على ضرورة استمرار النضال النسوي بروح جماعية وبوعي شامل بالتحولات السياسية والاقتصادية العالمية.
وشددت على أن تحقيق المساواة يتطلب تماسكًا بين مختلف القوى الديمقراطية والتقدمية، مشيرة إلى أن قضية المرأة ليست معزولة عن القضايا الكبرى مثل العدالة الاجتماعية، والحقوق الإنسانية، ورفض كل أشكال الاستغلال والتمييز.