يُعد الصيام في رمضان فرصة ذهبية لتحسين الصحة وتعزيز التوازن الجسدي، حيث يساهم في تنظيم عمليات التمثيل الغذائي، وتقوية جهاز المناعة، والتخلص من السموم، فالجسم البشري مهيأ للتكيف مع فترات الامتناع عن الطعام، وهو ما يجعله قادراً على الاستفادة من الصيام كوسيلة وقائية وعلاجية ضد العديد من الأمراض.
يدخل الجسم فعليًا في حالة الصيام بعد حوالي 8 ساعات من آخر وجبة، حين تنتهي الأمعاء من امتصاص العناصر الغذائية. بعد ذلك، يعتمد الجسم على مخزون الجلوكوز في الكبد والعضلات كمصدر للطاقة.
ومع استمرار الصيام ونفاد هذه الاحتياطات، يبدأ الجسم في استخدام الدهون كمصدر بديل للطاقة، مما يساعد على فقدان الوزن، وخفض مستويات الكوليسترول السيئ، وتنظيم نسبة السكر في الدم.
إلى جانب دوره في تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكري، يعمل الصيام على تحفيز الجسم للتخلص من السموم، خصوصًا خلال النصف الثاني من رمضان، حيث تبدأ أجهزة الكبد والقولون والكلى والجلد في التخلص من الفضلات المتراكمة، كما يمنح الصيام الجسم فرصة لإصلاح الخلايا وتجديد الأنسجة وتعزيز آليات الشفاء الذاتي.
من الناحية النفسية، للصيام تأثير إيجابي على الصحة العقلية، حيث يعزز إفراز الهرمونات المرتبطة بالسعادة ويقلل من مستويات التوتر والقلق والاكتئاب. كما أنه يساعد على تحسين وظائف الجهاز الهضمي، ويخفف من اضطراباته، شريطة الالتزام بنظام غذائي متوازن بين الإفطار والسحور.
لضمان الاستفادة القصوى من الصيام، يُنصح بتعويض السوائل المفقودة عبر شرب كميات كافية من الماء خلال فترات الإفطار والسحور، مع تجنب الإفراط في تناول الأطعمة الدسمة والمشروبات السكرية. بذلك، يتحول رمضان إلى فرصة حقيقية لتحسين نمط الحياة وتعزيز الصحة الجسدية والعقلية.