الرئيسية / حوارات / التازي: صوموا بقلوبكم لا بمعدتكم.. رمضان تجربة روحانية واعية

التازي: صوموا بقلوبكم لا بمعدتكم.. رمضان تجربة روحانية واعية

التازي:
حوارات
فبراير.كوم 11 مارس 2025 - 22:00
A+ / A-

التازي: صوموا بقلوبكم لا بمعدتكم.. رمضان تجربة روحانية واعية

في مشهد يبعث على الوقار والهيبة، أطل علينا الدكتور حكم التازي، بشعره الأبيض المتوج بلحية بيضاء كثة، تعلو رأسه قبعة تضفي عليه مسحة من الحكمة والتجربة.

هذا الرجل الذي خبر الحياة وعرف دروبها، يجلس اليوم ليحدثنا عن تجربته العميقة مع شهر رمضان، مسترجعاً ذكريات عام 1988، ومستخلصا منها دروسا وعِبرا تتجاوز حدود الزمان والمكان. داعيا للتأمل في جوهر الصيام، وفهم أبعاده الروحية والإنسانية، بعيدا عن العادات والتقاليد التي قد تحجب عنا رؤية المعنى الحقيقي لهذه الشعيرة العظيمة.

تحدث الدكتور حكم التازي، في حوار مع موقع “فبراير.كوم”، إلى تجربته الشخصية مع شهر رمضان عام 1988، واصفا إياها بفترة مميزة سمحت له بالتركيز على الجوهر الحقيقي للصيام بعيدا عن الضغوطات والامتحانات.

وأشار إلى أن رمضان يمنح المرء فرصة لعيش حياة روحانية متوازنة، حيث يسود الهدوء والسكينة، وتتجلى القابلية للحياة بشكل أكبر.

وأكد التازي على أن الصيام يجب أن يكون نابعا من قناعة داخلية راسخة، وليس مجرد امتناع عن الأكل والشرب لأسباب صحية أو غيرها، فالصيام الحقيقي، حسب قوله، هو ذلك الذي ينبع من إيمان عميق بأهمية هذا الركن من أركان الإسلام، مما يسهل على الصائم تحمل مشقة الجوع والعطش، بل ويجعلها تجربة ممتعة ومثرية روحياً.

واستشهد التازي بآية قرآنية من سورة البقرة: “وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين”، موضحا أن هناك اختلافا في تفسير هذه الآية بين المصاحف المطبوعة في المغرب وتلك المطبوعة في السعودية، ففي حين تشير النسخ المغربية إلى “مساكين”، تشير النسخ السعودية إلى “مسكين”. ووفقاً لتفسير العلماء، فإن الآية تعني أن من لا يستطيع الصيام لعذر شرعي، عليه فدية إطعام مسكين واحد، وليس بالضرورة مجموعة من المساكين.

كما أشار الدكتور إلى أهمية التيسير في الدين، مستشهداً بتجارب شخصية عايشها، حيث كان البعض يتعرضون للعنف بسبب إفطارهم العلني في رمضان، مشددا على أن الجوهر الحقيقي للصيام يكمن في الاقتناع واليسر، وليس في التشدد والتضييق على النفس أو على الآخرين.

وفيما يتعلق بالعادات الغذائية في رمضان، تحدث التازي عن تجربته في مكة المكرمة، حيث يبدأ الإفطار بتناول التمر وشرب ماء زمزم، لما لهما من فوائد صحية وروحانية، مشيرا إلى أن السنة النبوية تحث على الصلاة بعد الإفطار مباشرة، قبل تناول وجبة كاملة.

وانتقد التازي بعض العادات الغذائية المبالغ فيها في رمضان، حيث يمتلئ المائدة بأصناف متعددة من الأطعمة والحلويات، مما يتنافى مع جوهر الصيام الذي يدعو إلى الاعتدال والقناعة.

ونصح في هذا الصدد، بتناول وجبة متوازنة ومتنوعة، مع التركيز على السحور لما له من أهمية في إمداد الجسم بالطاقة اللازمة خلال النهار.

واختتم التازي حديثه بالتأكيد على أن الصيام يجب أن يكون تجربة شخصية واعية، بعيدة عن التشدد والتطرف. ودعا إلى التمسك بجوهر الدين الإسلامي الذي يحث على اليسر والرحمة، مشيراً إلى أن الصيام الحقيقي هو الذي يقرب الإنسان من الله، ويزيده إيماناً وتقوى.

مواقيت الصلاة

الفجر الشروق الظهر
العصر المغرب العشاء

أحوال الطقس

رطوبة :-
ريح :-
-°
18°
20°
الأيام القادمة
الإثنين
الثلاثاء
الأربعاء
الخميس
الجمعة