استضاف موقع “فبراير” في حلقته الثانية الباحث والمؤرخ المغربي الدكتور عبدالخالق كُلاَّب، المتخصص في التاريخ الوسيط للمغرب، حيث ناقش خلال هذه الحلقة التحديات المتعلقة بالمصادر التاريخية وضرورة إعادة قراءتها وفق منظور مغربي أصيل.
وأكد الدكتور عبد الخالق كُلاَّب أن المصادر التاريخية المتاحة كثيرة ومتنوعة، لكن الإشكالية تكمن في مدى صحتها وموثوقيتها. وأشار إلى أن التاريخ الوطني للمغرب كُتب بمركزيات أجنبية أساءت إلى الهوية المغربية، حيث تم تصوير الأمازيغ على أنهم “بربر” والمقاومين على أنهم “خوارج”، مما أدى إلى تشويه صورة المغاربة في التاريخ.
وأوضح المؤرخ خلال حديثه مع “فبراير” أن القارئ المبتدئ أو غير المتخصص في التاريخ قد يقع في فخ الاعتقاد بأن الروايات التاريخية المقدمة هي حقائق مطلقة، بينما هي في الواقع تحتاج إلى تمحيص وإعادة قراءة.
وتأسف كُلاَّب في سياق حديثه لكون السردية التاريخية المعتمدة حالياً في المغرب لا تزال تحمل بصمات المركزيات الأجنبية التي قللت من شأن تاريخ المغرب، قائلاً: “لا يعقل أن نبدأ تاريخنا بمجيء مولاي إدريس من المشرق فقط لأنه عربي، بينما تم تجاهل إنجازات المغاربة الموريين قبل ذلك”.
وأضاف أن المصادر التاريخية متوفرة، لكنها تحتاج إلى إعادة قراءة وتقييم. وكشف عن مشروع عمل عليه لمدة سنتين تمكن من خلاله من تصحيح العديد من المغالطات التاريخية، مما سيساهم في تغيير النظرة إلى تاريخ المغرب وإبراز دور مجتمع فاعل ومتميز.
وأكد كُلاَّب أن المجتمع المغربي يتميز بخصوصيات فريدة في العادات والتقاليد والأخلاق، تجعله مختلفاً عن باقي شعوب العالم.
واستحضر الدكتور كُلاَّب مثالاً حياً على تميز المغاربة، وهو الأداء الرائع للجمهور المغربي خلال كأس العالم في قطر، حيث لفت الأنظار بسلوكه المتميز، وهو ما يراه نتيجة لتراكم الخصوصية المغربية عبر التاريخ.
وختم المؤرخ المغربي حديثه بالدعوة إلى إعادة كتابة التاريخ المغربي وفق مركزية مغربية مورية، تعكس الخصوصية والتميز الحقيقيين للمجتمع المغربي، بعيداً عن التأثيرات الأجنبية التي شوهت صورته.
