شهر رمضان في المغرب ليس مجرد شهر للصيام والعبادة فقط، بل هو أيضًا فرصة للاحتفاء بالتراث الثقافي والاجتماعي الذي يعزز الروابط بين أفراد المجتمع.
وفي المغرب العميق، حيث لا تزال التقاليد العريقة تحتفظ بحيويتها، تأخذ طقوس رمضان طابعًا خاصًا يجمع بين الروحانية والأصالة، مما يجعل هذا الشهر الفضيل مناسبة فريدة للتجمع العائلي وتبادل القيم الإنسانية.
في هذا السياق، أشار الأستاذ والباحث في التاريخ سعيد العنزي، خلال إحدى حلقات الحوار التي تبث عبر موقع “فبراير”، إلى أن العديد من المأكولات التقليدية المرتبطة برمضان في المغرب العميق قد انقرضت.
وأوضح العنزي أن من بين هذه المأكولات خبزًا رقيقًا كان يُصنع من الرفيسة، بالإضافة إلى نوع من الكسكس بالأعشاب الغني بالفيتامينات، والذي كان يُعتبر طبقًا صحيًا ومغذيًا.
وأضاف العنزي أن المائدة المغربية شهدت تحولًا كبيرًا، حيث انتقلت من المائدة التقليدية الجماعية، التي كانت تجمع العائلة حول طبق واحد، إلى المائدة الفردية، حيث أصبح كل فرد يتناول طعامه في صحن خاص.
هذا التحول يعكس، حسب الأستاذ والباحث في التاريخ سعيد العنزي، تغيرًا في العادات الاجتماعية التي كانت سائدة في المغرب العميق.
كما أشار العنزي إلى أن القرى والأرياف، التي كانت في السابق تحافظ على تقاليدها وتقاوم تأثيرات الثقافة الغربية والمشرقية، أصبحت تعاني من سلوكيات وانحرافات سلبية، مما أدى إلى تراجع العديد من العادات والطقوس الرمضانية التقليدية.
ودعا العنزي الأسر المغربية إلى حماية الموروث الثقافي، مؤكدًا أن طرق الأكل والتغذية تدخل في إطار التراث اللامادي للمغرب.
كما وجه الأستاذ والباحث في التاريخ سعيد العنزي، نداءً إلى الدولة ووزارة الثقافة لأخذ زمام المبادرة في حماية هذا التراث، الذي يُعتبر جزءًا لا يتجزأ من الهوية المغربية.
