أكدت الدكتورة أمينة العراقي في حديثها لموقع “فبراير.كوم” أن ظاهرة “النرفزة” والعصبية التي تظهر لدى الكثيرين خلال شهر رمضان تحتاج إلى مناقشة جادة وتفسير علمي للوقاية منها وعلاجها.
وأوضحت د. العراقي أن شهر رمضان ينبغي أن يكون شهر الطمأنينة والسكينة، وليس كما يربطه البعض بالتوتر والقلق، مشيرة إلى أن “خلال هذا الشهر الفضيل يجب أن نستشعر حلاوة العبادة والراحة النفسية المرتبطة بها”.
وحددت الدكتورة العراقي سببين رئيسيين للعصبية في رمضان:
الإدمان والانقطاع المفاجئ عن بعض المواد
أشارت العراقي إلى أن “مدمني التدخين والمخدرات والقهوة هم الأكثر عرضة للعصبية في رمضان”، حيث يؤدي الانقطاع المفاجئ عن هذه المواد إلى أعراض انسحاب تتمثل في النرفزة والصداع والدوخة.
ونصحت المدمنين بضرورة محاولة التخلص من إدمانهم قبل بداية شهر رمضان حتى يتجاوزوا مرحلة الانسحاب قبل الصيام. وأضافت: “على من لم يتمكن من ذلك أن يضبط نفسه ويتحكم في تصرفاته، متذكراً حديث النبي صلى الله عليه وسلم: ‘إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يفسق ولا يجهل، وإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم'”.
وشددت على فعالية ترديد عبارة “اللهم إني صائم” كتقنية من تقنيات البرمجة اللغوية العصبية للسيطرة على النفس. وأكدت أن “الأيام الأحد عشر الأولى هي الأصعب، وبعدها ستتحسن الحالة تدريجياً”.
اضطراب النوم
حذرت د. العراقي من أن اضطراب نمط النوم يعد سبباً رئيسياً للعصبية في رمضان. وأوضحت أن الكثيرين يحاولون الجمع بين متطلبات العبادة والالتزامات الاجتماعية على حساب ساعات النوم.
وشددت على أهمية الحصول على قسط كافٍ من النوم، موضحة أن “النوم المثالي يكون بعد صلاة العشاء والاستيقاظ مبكراً”، كما أشارت إلى الدور الهام للهرمونات مثل الميلاتونين والكورتيزول في تنظيم دورة النوم.
ونصحت بعدم تناول وجبات ثقيلة قبل النوم مباشرة لضمان نوم هادئ ومريح خلال الشهر الفضيل.
وختمت د. العراقي حديثها بالتأكيد على أن شهر رمضان فرصة للتهذيب الروحي والنفسي، وليس مبرراً للتوتر والعصبية، داعية الصائمين إلى الاستفادة من فضائل هذا الشهر الكريم في تحسين صحتهم النفسية والجسدية.