كشفت صحيفة “إل فارو دي سبتة” الإسبانية عن إحراز تقدم مهم في التحقيقات الجارية بشأن نفق المخدرات الذي يربط مدينة سبتة المحتلة بالمغرب، مؤكدة استمرار السلطات المغربية في جهودها للكشف عن جميع تفاصيل هذا النفق، الذي يُشتبه في استخدامه لتهريب المخدرات.
وأوضحت الصحيفة أن الأمن المغربي كثّف عمليات الفحص الميداني باستخدام أجهزة استشعار وكاميرات متطورة، ما أسفر عن نتائج مهمة بعد الحفر في نقطة قريبة من النفق، حيث تم إبلاغ المسؤولين الأمنيين بها بشكل فوري. كما تواصل السلطات المغربية البحث عن مداخل أخرى محتملة، وسط ترجيحات بأن النفق قد يكون جزءًا من شبكة أوسع لتهريب المخدرات عبر الحدود.
وأشارت الصحيفة إلى أن التحقيقات الميدانية تأثرت بالتساقطات المطرية الغزيرة، ما تسبب في توقف مؤقت لأعمال الحفر والقياسات، إلا أن الفرق الأمنية تواصل العمل بسرية تامة، بمشاركة العشرات من رجال الأمن، لاستكمال الفحوصات والبحث عن امتدادات جديدة للنفق.
وفي هذا السياق، طلبت الشرطة المدنية الإسبانية في فبراير الماضي التعاون مع نظيرتها المغربية لجمع معلومات دقيقة حول امتداد النفق على الأراضي المغربية، وتحديد مداخله المحتملة على الجانب الآخر من معبر ترخال الحدودي.
ونقلت مصادر إعلامية إسبانية أن فرق التحقيق لم تتمكن من استكشاف النفق بالكامل بسبب القيود الحدودية، ما حال دون معرفة امتداده الحقيقي. ويقع مدخل النفق، الذي تم اكتشافه يوم 19 فبراير 2024، داخل مستودع في المنطقة الصناعية ترخال، المغلقة منذ عامين، حيث يبلغ عمقه 12 مترًا وطوله حوالي 50 مترًا داخل الأراضي الإسبانية، ويدعمه هياكل خشبية.
ويظل التحقيق في هذا الاكتشاف غير المسبوق مستمرًا، وسط تنسيق أمني بين المغرب وإسبانيا، للكشف عن جميع ملابسات النفق وتحديد الجهات المتورطة في أنشطة التهريب عبر الحدود.