“الحب مشيت فيه ضحية”.. بهذه العبارة الصادمة، افتتح الدكتور حكم التازي حواره الجريء مع موقع “فبراير.كوم”، متحديا المفهوم الرومانسي السائد للحب، والذي يراه مجرد وهم صنعه الإعلام والأغاني والأفلام.
ويروي التازي تجربته الشخصية كضحية لهذا الحب الوهمي، حيث كان ينتظر “الحب من أول نظرة” كما صورته الأفلام، الذي يقلب حياته رأسا على عقب، لكنه اكتشف أن هذا الحب مجرد سراب، وأن الواقع أبعد ما يكون عن هذه الصورة المثالية.
وحذر التازي من الانسياق وراء هذه الأوهام، التي تقود إلى خيبات أمل وإحباطات متكررة، مشيرا إلى أن الكثيرين، رجالا ونساء، وقعوا ضحية لهذا المفهوم الخاطئ، وظلوا ينتظرون شريكا مثاليا بمواصفات خيالية، لينتهي بهم المطاف بخيبة الأمل.
وأكد التازي أن كلمة “حب” تحمل في طياتها معانٍ متعددة ومختلفة، ولا يمكن اختزالها في قالب واحد. فحب الأم يختلف عن حب الأب، وحب الأخوات يختلف عن حب الأصدقاء، وكل نوع من هذه العلاقات له خصوصيته وطبيعته.
ويستشهد التازي بحب الأم كنموذج للتضحية والعطاء غير المشروط، حيث تقدم الأم كل ما تملك لأبنائها دون انتظار مقابل. في المقابل، يختلف حب الأب الذي يتسم بالحزم والتوجيه.
يصل التازي إلى ذروة حديثه عندما تطرق إلى حب الله، الذي يراه أسمى وأرقى أنواع الحب. ويدعو إلى التأمل في هذا الحب العميق، الذي يفتح أبوابًا جديدة للمعرفة والروحانية.
وقدم الدكتور حكم التازي في حواره رؤية نقدية جريئة لمفهوم الحب، تدعو إلى التفكير العميق والتخلص من الأوهام التي تروج لها الثقافة الشعبية.
ويؤكد أن الحب الحقيقي يكمن في العلاقات الإنسانية الصادقة والمتنوعة، وفي حب الله الذي يمثل قمة المشاعر الإنسانية.