في زقاق من أزقة مدينة إنزكان، يتردد صدى أنغام آلة الرباب، التي تعزفها أصابع شاب موهوب اسمه إلياس أبلال.
ببراعة فائقة وإحساس عميق، يحول هذا الشاب الصغير أوتار الرباب إلى لوحات موسيقية تعبر عن روح التراث المغربي الأصيل، ليكون بذلك نموذجًا للشباب المبدع الذي يحمل في قلبه حبًا كبيرًا للفن والثقافة.
بدأت قصة إلياس مع الموسيقى منذ نعومة أظافره، حيث نشأ في بيئة محبة للفنون الشعبية، يقول إلياس: “كنت أشاهد كبار العازفين وهم يعزفون على الرباب، فكانت هذه الآلة تجذبني بجمالها وسحرها”.
وبفضل مثابرته وموهبته الفطرية، تمكن من إتقان العزف على الرباب في سن مبكرة، ليصبح اليوم واحدًا من أبرز العازفين الشباب في المنطقة.
الرباب، تلك الآلة الوترية التقليدية، ليست مجرد أداة موسيقية بالنسبة لإلياس، بل هي جزء من هويته الثقافية.
ويعبر إلياس عن ذلك قائلًا: “الرباب هو صوت أجدادنا، يحمل في أنغامه قصصًا وحكايات من الماضي، وأنا أحاول أن أحيي هذا التراث من خلال عزفي”.
رغم صغر سنه، يحلم إلياس بتقديم فنّه على نطاق أوسع، سواء داخل المغرب أو خارجه. ويطمح إلى المشاركة في المهرجانات الفنية الدولية لنقل أصالة الموسيقى المغربية إلى العالم. يقول: “أريد أن أكون سفيرًا لفن الرباب، وأن أظهر للعالم جمال ثقافتنا المغربية”.
يستمد إلياس قوته من دعم أسرته وأصدقائه، الذين يشجعونه على مواصلة مشواره الفني. كما بدأ يحظى باهتمام من قبل الجمعيات الثقافية المحلية، التي تسعى إلى تسليط الضوء على موهبته وتوفير فرص له لتطوير مهاراته.
يريد إلياس أن يوجه رسالة للشباب المغربي، مفادها أن “الموهبة تحتاج إلى إصرار وعمل دؤوب لتحقيق الأحلام”. ويضيف: “لا تدعوا العقبات تقف في طريقكم، بل استخدموا شغفكم كقوة لتحقيق النجاح”.