حثّت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي على الاضطلاع بدورهما التاريخي في مساندة الشعب الفلسطيني، ودعم مقاومته في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية، مؤكدة ضرورة إنهاء الحصار المفروض على قطاع غزة، وذلك عقب استئناف الاحتلال الإسرائيلي عملياته العسكرية ضد القطاع المحاصر.
وفي بيان أصدرته فجر اليوم الثلاثاء، وصفت حماس حكومة بنيامين نتنياهو بأنها “إجرامية”، متهمة إياها بشن “حرب إبادة ضد المدنيين” في غزة. وألقت الحركة باللوم الكامل على نتنياهو وقيادته السياسية في ما وصفته بـ”العدوان الوحشي”، مشيرة إلى أن الشعب الفلسطيني في القطاع يواجه حربًا ضارية تستهدف إضعاف صموده عبر سياسات ممنهجة للتجويع والتدمير.
وأكد البيان أن الحكومة الإسرائيلية نقضت اتفاق وقف إطلاق النار، مما يضع الأسرى الفلسطينيين في غزة أمام مصير غامض. كما دعت حماس الجهات الوسيطة إلى تحميل إسرائيل كامل المسؤولية عن هذا الخرق، مطالبة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بعقد جلسة طارئة لاتخاذ قرار يُلزم الاحتلال بوقف عدوانه، والامتثال للقرار 2735 القاضي بإنهاء العمليات العسكرية والانسحاب الكامل من قطاع غزة.
بالمقابل، واصلت القوات الإسرائيلية هجماتها المكثفة على غزة منذ ساعات الفجر الأولى، مستهدفة مناطق واسعة بسلسلة غارات جوية عنيفة أسفرت عن سقوط شهداء وإصابات عديدة، وذلك بعد 58 يومًا من سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين الجانبين.
وأوردت هيئة البث الإسرائيلية أن سلاح الجو نفذ ضربات واسعة النطاق في أنحاء متفرقة من القطاع، موضحة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يسرائيل كاتس وجّها الجيش الإسرائيلي إلى شن عمليات عسكرية مكثفة ضد حماس.
وفي بيان صادر عن مكتب نتنياهو، ورد أن “إسرائيل توجه ضربات عسكرية للحركة في غزة بهدف تحقيق الأهداف التي حددتها القيادة السياسية”، فيما نقل موقع “أكسيوس” الأمريكي عن مصادر إسرائيلية أن تل أبيب قررت استئناف عملياتها بعد “إصرار حماس على عدم الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين، ورفضها العروض المقدمة من الوسطاء الدوليين”.
وأعلن الجيش الإسرائيلي عن إجراءات أمنية جديدة في المناطق المحاذية لقطاع غزة، تشمل تقييد التنقل وتعليق الدراسة في بعض التجمعات. بدورها، أفادت قناة الجزيرة، استنادًا إلى مصادر طبية فلسطينية، أن الحصيلة الأولية للغارات الإسرائيلية على غزة بلغت أكثر من 50 شهيدًا، إضافة إلى عشرات المصابين. كما أشار الدفاع المدني الفلسطيني إلى أن فرقه تواجه صعوبات كبيرة في التعامل مع آثار القصف، في ظل استمرار الهجمات الجوية الإسرائيلية على مناطق متعددة في القطاع.
وفي سياق متصل، كشف موقع “أكسيوس” أن مسؤولين إسرائيليين أخطروا مسبقًا إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتفاصيل الهجمات العسكرية المخطط لها وأهداف العملية الجارية في غزة، مما يشير إلى تنسيق وثيق بين الطرفين بشأن هذا التصعيد العسكري الجديد.
