في حلقة جديدة مع فاطمة البارودي، عضو المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري المغربي، تكشف عن تجربتها الثرية في مجال الإعلام والتلفزيون، وتشارك رؤيتها حول تحديات المرأة في القطاع الإعلامي وكيفية تخطيها للصعوبات.
بدأت البارودي مسيرتها المهنية كصحفية في الخلية الدولية بالتلفزيون المغربي، حيث عملت على تغطية الأخبار الدولية. ورغم أنها لم تمكث طويلاً في هذا المنصب، إلا أن اهتمامها الكبير بالسياسة أهّلها للانتقال إلى الخلية الوطنية، التي كانت آنذاك من أكبر الخلايا في التلفزيون المغربي.
تقول البارودي: “كانت الخلية الوطنية تقريباً حكراً على الرجال، ولم يكن هناك العديد من النساء العاملات فيها. كانت مسؤولة عن تغطية الأنشطة الملكية والحكومية والبرلمانية، وكانت تتطلب حساً سياسياً وساعات طويلة من العمل المتواصل.”
تؤكد البارودي على أهمية التنوع في العمل الصحفي، مشيرة إلى أن “الإدارة الصحفية تعمل على سرعات متعددة ومتفاوتة، والسياقات تختلف باختلاف طبيعة العمل.”
وعن تجربتها الشخصية، تضيف: “قد يبدو أن الجميع ينطلقون من نفس خط البداية، لكن كل شخص له سرعته الخاصة ومساره المختلف. هناك من هو بطيء ولكن عمله متقن، وهناك من تميزه سرعته لأن العمل الصحفي يتطلب السرعة في بعض الأحيان.”
تنظر البارودي إلى النجاح من منظور مختلف، مشددة على أن “الفشل مجرد حالة نفسية.” وتضيف: “الإنسان الذي دخل كصحفي ثم أصبح رئيس تحرير لم يتراجع، بل تقدم. القدرات مختلفة، والجهد مختلف، والرؤية مختلفة.”
وتنتقد البارودي ما تسميه “ثقافة تبخيس الذات” في المجتمع المغربي قائلة: “عندنا ثقافة ناقصة قليلاً، نحن المغاربة – بصراحة – نقلل من قيمة أنفسنا رغم أننا جيدون. لا نرى نجاحاتنا، دائماً نقلل منها.”
تعبر البارودي عن إعجابها وتقديرها للنساء اللاتي يدرن مؤسسات إعلامية خاصة بهن: “أرى أن المرأة التي تدير مقاولة صحفية وتواجه كل الإكراهات وتستمر فيها، هذا نجاح كبير.”
وتضيف: “أنظر بكل تقدير واحترام للنساء اللاتي يملكن مقاولاتهن الخاصة ويديرنها بتدبيرهن ومالهن وجهدهن الخاص. هذا أمر كبير وهنيئاً للنساء اللاتي اخترن هذا المسار. إنه ليس سهلاً، لكنه نجاح في حد ذاته.”
تختم البارودي حديثها بفلسفتها الشخصية في الحياة والعمل، قائلة: “ما لا يقتلني يقويني – أسقط وأنهض، هذا هو مبدئي، وأقوله لأولادي. عليك أن تعمل على ذاتك وأن تحافظ على شغفك، فهو الشعلة التي لا يجب أن تنطفئ.”
وتنصح الصحفيين الشباب بالصبر والمثابرة، مؤكدة أن “الاستثناءات لن تشكل أبداً القاعدة”، وأن النجاح الحقيقي يأتي بالعمل الجاد والصبر الطويل
