كشفت جبهة البوليساريو الانفصالية أن اسبانيا مازالت ثابتة على موقفها الرامي لدعم مقترح الحكم الذاتي في الصحراء، تحت السيادة المغربية، وذلك خلال الذكرى السنوية الثالثة للرسالة التي بعثها رئيس الوزراء بيدر سانشيز للملك محمد السادس.
وبطريقة غير مباشرة كذب عبد الله العرابي، ممثل جبهة “البوليساريو”، الانفصالية التصريحات التي يروج لها الوسط السياسي والإعلامي، والرامي لتراجع مدريد عن دعم مقترح الحكة الذاتي تحت السيادة المغربية، ذفاعا على قرارها الرامي لاعادة العلاقات الاقتصادية مع اسبانيا.
وذكر العرابي في تصريحات نقلتها وكالة الانباء الناطقة باسم “البوليساريو”، المسؤولية التاريخية لاسبانيا تجاه القضية الصحراوية، داعيا إياها الى ضرورة الامتثال للقانون الدولي
واعتبر العرابي في تصريحاته أن اسبانيا يجب أن تتشبت بالمسؤولية القانونية والأخلاقية وتصحيح موقفها، على اعتبارها الدولة القائمة بالإدارة في الصحراء المغربية، بالرغم من نفي مدرير سيادتها على الأراضي الصحراوية منذ سنة 1975.
تواجه جبهة البوليساريو حالة من الضعف السياسي والعسكري في ظل تنامي الدعم الدولي للسيادة المغربية على الصحراء، ولتجاوز هذا الوضع، تلجأ الجبهة إلى استخدام الخطاب الحقوقي وتعبئة الأصوات الداعمة لها، بهدف فتح جبهة مواجهة جديدة مع المغرب وإحداث ثغرات في الاستقرار الذي يسود الأقاليم الجنوبية
وفي هذا السياق، تسعى البوليساريو وبعض الجمعيات الموالية لها إلى استغلال منع السلطات المغربية دخول عدد من النشطاء والسياسيين إلى الأقاليم الجنوبية، بسبب ما تعتبره الرباط نواياهم المشبوهة بتأجيج النزاع المفتعل حول الصحراء، مستخدمة هذا المنع لتشويه صورة المغرب على الساحة الحقوقية العالمية، وتصويره كمنتهك للقوانين الدولية.
وأثارت هذه القضية ردود فعل دولية متباينة، ففي حين نددت بعض “التنظيمات الحقوقية” الداعمة للبوليساريو بمنع الوفود من زيارة الأقاليم الجنوبية، اكتفت الحكومة الإسبانية بالإشارة إلى تقديم المساعدة للمواطنين الإسبان الذين يواجهون مثل هذه المواقف.
وعلى نفس المنوال، يرى مراقبون أن تحركات البوليساريو تأتي في سياق سياسي يتسم بتراكم النجاحات الدبلوماسية المغربية وتوسع دائرة الاعتراف الدولي بمغربية الصحراء، مقابل انحسار الأطروحة الانفصالية، متبرين أن الجبهة تحاول من خلال هذه التحركات فتح جبهة حقوقية جديدة في خط المواجهة مع الرباط، بعد فشل محاولات سابقة لتوسيع صلاحيات بعثة المينورسو.