استضاف موقع “فبراير.كوم” رجل الأعمال والمؤثر على مواقع التواصل الاجتماعي، زاكي بوملال، في حديث مطول كشف فيه عن جوانب مختلفة من حياته الشخصية والمهنية، ورؤيته العميقة للتاريخ المشترك بين المغرب والجزائر.
بدأ بوملال حديثه بالعودة إلى جذوره، مستحضراً تاريخ الأجداد، متحدثا عن نشأته، فهو شاب مغربي من مواليد السبعينات في إقليم الناظور، بمنطقة ريفية نائية، حيث كانت الدراسة الابتدائية في ظروف صعبة، بدون كهرباء أو ماء أو مرافق.
انتقل بوملال بعد ذلك إلى مدينة طنجة، حيث التحق بالمدرسة الإعدادية “ولي العهد” ثم ثانوية “ابن الخطيب”.
لكن طموحاته الجامعية اصطدمت بالظروف المادية الصعبة لعائلته، خاصة بعد إغلاق الحدود بين المغرب والجزائر، مما أثر على عمل والده الذي كان يمتهن الخياطة ويتعامل مع منطقة تازة وجدة القريبة من الجارة الجزائر.
هذا التحول المفاجئ في مساره الدراسي دفعه إلى التوجه للعمل، حيث بدأ بتطوير مهنة والده في الخياطة، من خلال التعامل مع الشركات الكبرى في طنجة، ثم التصدير لعلامات تجارية عالمية. ورغم طموحه في إنشاء مصنع بمدينته، إلا أن حلمه الأكبر كان يتمثل في إنشاء وحدات صناعية في جميع أقاليم جهة الشمال.
وتطرق بوملال إلى الجانب الآخر من شخصيته، وهو شغفه بالتاريخ والمطالعة، موضحاً أن هوايته الوحيدة بعد التخلي عن الدراسة كانت القراءة، حيث كان ينهل من جميع الكتب في مختلف التوجهات والتيارات، مما أكسبه مخزوناً لغوياً كبيراً. هذا المخزون هو ما دفعه إلى استغلاله في نشر حقائق تاريخية أو أخبار معينة بأسلوب لغوي صحيح ومن مصادر موثوقة.
وأضاف بوملال أنه كان يستمع منذ طفولته إلى روايات الأجداد، خاصة جده الذي كان يعمل في ضيعة للعنب بمنطقة “بعباس”. هذه الحكايات، بالإضافة إلى قربه الجغرافي من الجزائر واحتكاكه بالجزائريين أثناء عمله في التجارة، جعلته يركز مؤخراً على الجزائر، فهو يعرف الكثير عن تاريخها وثقافتها.
وأشار بوملال إلى أنه بحث كثيراً في التاريخ المشترك بين أبناء المنطقة، بما في ذلك تونس وموريتانيا، خاصة في الفترات التي كانت فيها المنطقة تحت لواء واحد. لكنه انتقد بشدة محاولات النظام الجزائري الحالي، خاصة بعد وصول عبد المجيد تبون وشنقريحة إلى الحكم، سرقة التراث المغربي ونسبه إلى الجزائر.
وأوضح بوملال أن هذه المحاولات هي ما استفزه وجعله يستحضر الماضي ويربطه بالحاضر، لمواجهة هذا “اللوبي” الذي يحاول تشويه التاريخ.
وذكر أمثلة على ذلك، مثل القفطان والزليج والأكلات المغربية، مؤكداً أن أي شخص، حتى لو لم يكن متديناً، سيثور للدفاع عن إرثه الثقافي والتاريخي.
وكشف بوملال أنه تعمق كثيراً في التاريخ الجزائري، لدرجة أنه كان يزور مكتبة الإسكندرية وإسطنبول خصيصاً للبحث في هذا التاريخ.
وأوضح أن الجزائريين عاشوا فترة طويلة على هامش التاريخ، وأنهم يحاولون الآن ملء هذا الفراغ بنسب كل ما هو جميل من الموروث المغربي إليهم.
وتابع بوملال حديثه بالتأكيد على أن المؤرخين المغاربة، وحتى المستعمر نفسه، يشهدون بأن المغرب كان أمة قائمة بذاتها، على عكس الجزائر. واستشهد بأقوال المارشال ليوطي الذي قال إنه وجد في المغرب أمة قائمة بذاتها، بينما لم يجد شيئاً في الجزائر.
واختتم بوملال حديثه بالإشارة إلى أن التاريخ المدون في المكتبات المغربية يتشابه مع ما هو موجود في مكتبات الإسكندرية وتونس وعمان، وأن المؤرخين الأتراك دونوا بطولات الأتراك في المنطقة، والتي يحاول الجزائريون نسبها إليهم. كما ذكر أن المغرب كان أول بلد يعترف باستقلال الولايات المتحدة الأمريكية، من خلال عقد تجاري سمح للشركات المغربية بالتعامل معها كدولة مستقلة.