يُعد الفنان التشكيلي المغربي عبدالله أوريك أحد أبرز الأسماء الفنية التي ارتبط إبداعها بقضية الصحراء المغربية والتاريخ الوطني.
وقد استطاع عبدالله أوريك عبر مسيرته الفنية الممتدة، أن يحوّل خشب الحياة ومواد الواقع إلى لوحات ومنحوتات تحمل في طياتها رؤية فنية عميقة للهوية المغربية وقضاياها المصيرية.
وفي حوار خاص مع “فبراير”، كشف أوريك عن البعد الشخصي في أعماله الفنية، مؤكداً أن لوحاته تعكس حياته وتفكيره العميق في قضية الصحراء المغربية وتاريخ المملكة العريق.
وأشار عبدالله أوريك إلى أن المغرب في عهد المرابطين كان يمتد من السنغال إلى إسبانيا، لافتاً إلى أن هذا التاريخ المجيد يظل مصدر إلهام لأعماله.
ويُعتبر عام 1975 محطة فارسة في مسيرة أوريك الفنية، حيث قام برسم لوحة ضخمة للصحراء المغربية بلغ طولها مترين وعرضها متراً ونصف المتر، وذلك تزامناً مع خطاب الملك الراحل الحسن الثاني حول المسيرة الخضراء.
عرض الفنان عبدالله، هذه اللوحة في فندق الأطلس بأكادير الذي كان مركزاً لانطلاق المسيرة الخضراء.
ولم تتوقف مساهمات أوريك عند هذا الحد، ففي عام 1977، بمناسبة أول احتفال بعيد العرش في مدينة العيون، عرض عشرين لوحة تشكيلية من بينها اللوحة الكبيرة للصحراء المغربية، مؤكداً من خلالها على الوحدة الترابية للمملكة.
إلى جانب كونه فناناً تشكيلياً، يمارس أوريك عدة أنشطة إبداعية أخرى، فهو صحافي ومؤسس مجلة “أكادير أوفلا” التي يصدرها منذ عام 2003 على نفقته الخاصة، ويعمل فيها ككاتب ومصور.
كما شارك في التمثيل بعدة أفلام أمازيغية، وكان من المدافعين عن الثقافة الأمازيغية في مختلف المحافل.
استطاع الفنان التشكيلي، من خلال بيع لوحاته أن يجوب العالم، وزار 107 دولة في مختلف القارات، حيث تعرف على كبار الفنانين التشكيليين العالميين وتبادل معهم الخبرات الفنية.
وتُشكل أعمال أوريك الفنية وثائق بصرية تؤرخ للذاكرة الوطنية المغربية، من خلال تصويرها لأهم المحطات التاريخية والهموم الوطنية.
ولا تزال منحوتاته ولوحاته تشهد على إيمانه الراسخ بوحدة المغرب الترابية، وعلى رؤيته الفنية التي تزاوج بين الجمالي والسياسي في آن واحد.