كشفت الفنانة المغربية زينب الناجم، في حديث خاص لموقع “فبرايركوم”، عن تفاصيل عملها المسرحي الجديد “دوخة”، وهو عمل يستلهم قصته مباشرة من تجربتها الشخصية مع مرض السرطان، بالإضافة إلى قصص مرضى آخرين شاركوها رحلة العلاج. المسرحية، التي حظيت بدعم إنتاجي من وزارة الثقافة، تمثل تجربة فنية وإنسانية عميقة، تهدف إلى نشر الوعي وتقديم رسالة أمل ومقاومة.
أوضحت الناجم أن مسرحية “دوخة” هي ثمرة تعاون فني جمعها بالمخرج الغالي كريمش، والممثلة ميا مكمل، والموسيقي ياسر ترجماني. وقد تم عرض المسرحية حتى الآن ثماني مرات، مع عرضين قادمين مرتقبين في الرباط، وجهت خلالهما دعوة مفتوحة للجمهور للحضور.
وتحدثت الناجم عن الأثر النفسي العميق لأداء هذا الدور، قائلة: “كتبت المسرحية باش نشارك تجربتي… كل مرة كنلعب كنخرج بحال كنحيد علي شي حمل ثقيل”.
وأشارت إلى صعوبة العودة إلى تلك الفترة المؤلمة، سواء ما عاشته شخصياً أو ما مر به رفاقها في العلاج. وأضافت أن تفاعل الجمهور غالباً ما يكون عاطفياً، حيث يبكي الكثيرون لتذكرهم تجارب مشابهة لأفراد من أسرهم.
أكدت زينب الناجم أن تجسيد تجربتها الشخصية على الخشبة يختلف جذرياً عن أداء أي دور آخر، قائلة: “هذا تيكون صادق تماما”.
واعترفت بصعوبة الفصل بين كونها ممثلة تؤدي دوراً وبين الشخص الذي عاش التجربة فعلاً، لدرجة أنها شعرت بفقدان ذاكرة مؤقت بعد العرض الأول.
وشددت على أن أداء دور مريض بالسرطان من قبل شخص لم يعش التجربة، مهما بلغت براعته، لن يصل إلى نفس درجة العمق والصدق التي يعيشها المريض الحقيقي. وقالت: “كاينه واحد الدرجة ماتوصليش ليها ممكن تمثلي مزيان… ولكن را كاينة واحد الدرجة ماتوصليش لها حيت ما حسيتيهاش وما عشتيهاش”.
روت الناجم كيف منعها الأطباء من الصيام خلال فترة العلاج الكيماوي في رمضان، واصفةً صعوبة الإفطار بينما الجميع صائمون، وكيف كانت تكتفي بالماء والدواء وعصير الشمندر (الباربا) لتقوية المناعة. كما كشفت عن خضوعها لعملية جراحية في ليلة السابع والعشرين من رمضان.
وفيما يخص نظرة المجتمع، أشارت إلى أنها كانت تتجنب نظرات الشفقة، مفضلةً الدعم والقوة من المحيطين بها، وشكرت عائلتها على سندها الكبير. ووجهت رسالة قوية لمرضى السرطان قائلة: “قاوموا وما تستسلموش… هذا المرض كيبغي تكون فرحان… دوروا بكم الناس اللي يعطيكم الطاقه الايجابية… تشبتوا بالأمل ديال الحياة وقولوا غادي إن شاء الله نتشافاو”.
وبررت زينب الناجم غيابها الحالي عن الأعمال التلفزيونية برفضها عروضاً اعتبرتها “ضعيفة” أو “باهتة” لا تضيف لمسيرتها الفنية، مفضلةً الحفاظ على الصورة التي كونها الجمهور عنها من خلال أعمالها السابقة، والتركيز على المسرح حتى يأتي العمل المناسب الذي “يليق بالكاريير” ويزيدها تقدماً.
وحول وضع الساحة الفنية ووجود كفاءات لا تعمل، تحفظت الناجم عن تقديم إجابة قاطعة، معتبرةً أن هذا السؤال يوجه للمخرجين والمنتجين، وأنها تراقب المشهد كمتابعة. ومع ذلك، أشادت بالتطور والتحسن الملحوظ في الأعمال الرمضانية المغربية من حيث تنوع المواضيع وجودة المعالجة.
