خلال لقاء نظمته مؤسسة الفقيه التطواني، أكد رئيس مجلس النواب، رشيد الطالبي العلمي، أن الأحزاب السياسية في المغرب تتمتع بتنوع فكري ومواقف متباينة، إلا أن هذا التعدد يشكل عنصرًا مهمًا في بناء الوحدة الوطنية. وأضاف أن هذا التنافس السياسي بين الأحزاب ليس صراعًا، بل تدافعًا إيجابيًا من أجل خدمة المصلحة العامة للبلاد.
الطالبي العلمي، الذي تحدث عن فترة تاريخية مهمة في مسار المملكة المغربية، ذكر مجموعة من الشخصيات الوطنية التي أثرت في حياته وفي الفكر السياسي المغربي. وأشار إلى شخصيات مثل محمد بن طالب ومحمد حدوشي، اللذين كان لهما تأثير كبير في تطور سياسة الحزب التي ينتمي إليها، وتابع حديثه قائلاً: “في كل مرحلة كنا نتعلم، وكل شخصية كانت تحمل معايير ومبادئ تساعد على التقدم”.
في السياق ذاته، تطرق الطالبي العلمي إلى تاريخ التفاعل بين القيادات السياسية المغربية، مستعرضًا علاقاته مع شخصيات مثل أحمد عثمان، رئيس الحكومة الأسبق، الذي لعب دورًا محوريًا في مرحلة التحولات السياسية في السبعينات. وقال الطالبي العلمي إن أحمد عثمان كان ركيزة أساسية في بناء مؤسسات المغرب الحديثة، مشيرًا إلى المواقف التاريخية التي جمعته مع شخصيات وطنية أخرى مثل علال الفاسي وعبد الرحيم بوعبيد، وكيف كانت معارضتهم لبعض السياسات تتماشى مع الدفاع عن مصالح البلاد.
واستعرض الطالبي العلمي، خلال حديثه، العديد من المواقف السياسية التي عاشها في حياته السياسية، واصفًا تعامل الأحزاب المغربية مع الاختلافات السياسية بأنه يعكس نضجًا سياسيًا ويسهم في تطوير الحياة السياسية في المملكة. وتابع قائلاً: “الاختلاف بين الأحزاب لا يعني التنازع، بل يعكس تنوعًا فكريًا وصراعات مشروعة بين رؤى مختلفة تهدف إلى خدمة الوطن”.
وأشار الطالبي العلمي إلى أن تدافع الأحزاب السياسية في المغرب يمثل عنصرًا أساسيًا لبناء المجتمع الديمقراطي، حيث أن كل حزب يطمح إلى تحقيق أهدافه وفقًا لمبادئه وأهدافه السياسية. وأضاف: “هذا التنافس هو ما يعزز تقدمنا ويدفعنا نحو تطور أكبر، ونظل جميعًا مغاربة نضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار”.
وأكد الطالبي العلمي في ختام حديثه أن المستقبل سيشهد المزيد من التقدم في المملكة بفضل التنوع السياسي والتعاون بين الأحزاب المختلفة، مشيرًا إلى أن هذه العملية تدفع في النهاية لتحقيق أهداف المغرب التنموية والاجتماعية.