شهدت جلسة محاكمة المتهمة بصفع قائد سلطة بمدينة تمارة وثلاثة أشخاص آخرين، التي انعقدت اليوم الخميس، تطورات جديدة ومثيرة، كشف خلالها دفاع المتهمين عن معطيات قد تغير مسار القضية التي أثارت جدلاً واسعاً عقب انتشار فيديو يوثق شجاراً أمام مقر الملحقة الإدارية السابعة.
وسب مصادر “فبراير”، أكد محامي المتهمين أن موكلته المتهمة الرئيسية “ليست هي التي بادرت بضرب القائد، بل تلقت صفعة على وجهها قبل ذلك”.
وأضاف المحامي أن المتهمة حامل في شهرها الثالث، وأنها “منذ دخولها السجن وهي تنزف”، ملتمساً من المحكمة متابعتها في حالة سراح مؤقت وعرضها بشكل عاجل على خبرة طبية لتحديد “هل تم إجهاضها أم لا” نتيجة للظروف والواقعة. حسب ذات المصادر.
كما طالب الدفاع بمعاينة المتهمة التي، حسب قوله، “تعرضت لتعنيف صرحت به لدى الضابطة القضائية”، مشيراً إلى أنها “تلقت لكمة على مستوى الوجه ما خلف لها جرحا على مستوى الشفاه”.
وشكلت الشهادة الطبية التي حصل عليها القائد، والتي حددت مدة عجزه في ثلاثين يوما، محورا رئيسيا لمرافعات الدفاع، وطالب محامو المتهمين باستدعاء الطبيبة التي أصدرت الشهادة للمثول أمام هيئة المحكمة، مشككين في مصداقيتها.
وأشار الدفاع إلى أن الشهادة “تتضمن معلومتين فقط: احمرار وجه القائد وحاجته للراحة”، وأن الطبيبة الموقعة عليها متخصصة في حوادث الشغل.
وتساءل الدفاع: “أين تم إجراء الفحص؟ هل بعد 20 ساعة على الصفعة مازال وجه القائد محمرا؟”، لافتاً إلى أن الشهادة لا تحمل اسم أي مصحة أو مستشفى، بل فقط إشارة لمندوبية وزارة الصحة.
في المقابل، برر محامي القائد غياب موكله عن الجلسة بكونه “مريض يُعالج وعاجز عن الذهاب للعمل”، واعتبر الطعون في الشهادة الطبية “مجرد كلام لغياب أي شكاية رسمية أو طعن جدي”.
لم تتوقف طلبات الدفاع عند هذا الحد، حيث أكد المحامي أن متهما ثانيا في الملف تعرض هو الآخر “لعملية سحب وتطويق واعتقال خارج الضوابط القانونية، كما تلقى ضربة من قبل أشخاص غرباء على مستوى جهازه التناسلي”.
واعتبر الدفاع أن الفيديو المتداول للواقعة “صوره أحد أعوان السلطة”، وأنه “ليس إلا الشجرة التي تخفي الغابة”، متوعداً بأن “القضية مليئة بالمفاجآت”.
ومن جهتها، قدمت النيابة العامة وثائق جديدة للملف، تضمنت شهادة طبية جديدة لأحد أعوان السلطة ومحضر استماع جديد. فيما أدلى دفاع المتهمين بحكم قضائي سابق يخص القائد نفسه، قال إنه يثبت سابقة متابعته لخمسة أشخاص آخرين بالطريقة ذاتها السنة الماضية.
وتستمر المحكمة في النظر في القضية وسط ترقب لما ستسفر عنه الجلسات القادمة، خاصة في ظل الطلبات الجوهرية التي قدمها الدفاع والتشكيك في عناصر أساسية بالملف كالشهادة الطبية للقائد وظروف وملابسات الحادث الأصلي.