دخل المؤرخ والحقوقي المعطي منجب، اليوم الأربعاء، في إضراب مفتوح عن الطعام، وذلك بعد منعه من مغادرة التراب الوطني عبر مطار الرباط سلا، رغم توصله بدعوة رسمية من جامعة السوربون الفرنسية لإلقاء محاضرة أكاديمية حول موضوع “ربيع الشعوب في تونس بين 2011 و2021”.
وأوضح منجب، في تصريح للرأي العام، أنه توجّه إلى المطار مستوفيًا كافة الشروط القانونية، من تذكرة السفر إلى جواز السفر ساري المفعول، قبل أن يُمنع من السفر دون تقديم أي مبرر قانوني، معتبرا أن هذا القرار يُشكّل “خرقًا واضحًا للقانون ولمضمون العفو الملكي الصادر في حقه”.
وأشار منجب إلى أنه ممنوع من السفر منذ سنة 2020، كما أن سيارته ومنزله وحسابه البنكي لا تزال محجوزة منذ أكثر من أربع سنوات، رغم انتهاء المدد القانونية المنصوص عليها في الفصل 160 من قانون المسطرة الجنائية، الذي يحدد أقصى مدد المنع من السفر في شهرين قابلة للتجديد خمس مرات فقط.
واعتبر منجب أن وضعه الحالي يُجسّد استمرارًا لما وصفه بـ”المتابعة السياسية المبنية على تهم كيدية ومفبركة”، مؤكدا أنه لم يُمنح حقه في العودة إلى عمله الجامعي، رغم العفو الملكي الذي شمل الملف القضائي الذي أُوقف بسببه.
وأضاف منجب، في رسالة مفتوحة، أن أسرته تعيش في فرنسا منذ خمس سنوات، وأنه يعيش “محنة مستمرة طالت كل جوانب حياته المهنية والأسرية”، موجها نداء إلى الرأي العام من أجل مؤازرته ودعمه في هذه المرحلة.
وقد وثّق منجب لحظة منعه من السفر بصورة أمام مدخل مطار الرباط سلا، التُقطت ظهر اليوم، رفقة عدد من الحقوقيين الذين عبّروا عن تضامنهم معه، في وقت يُتوقّع أن تُعيد هذه الواقعة طرح تساؤلات بشأن حرية التنقل، واحترام الضمانات القانونية للمواطنين، خاصة في الحالات المرتبطة بالعفو الملكي.